سلطت مجلة “ذي تايمز” البريطانية، الضوء على حال الأطفال السوريين بعد 4 سنوات من الحصار، وقالت إن العائلات التي تم إجلاؤها من مدينة داريا السورية تتحدث عن سعادتها حينما تذوق أطفالها الفواكه والخضروات الطازجة بعد أن عاشوا على العشب والحساء لمدة 4 سنوات في ظل الحصار الخانق.
ورافق 4000 شخص على الأقل، القوات الحكومية التي أعلنت أنها سيطرت بالكامل على المدينة مساء يوم السبت، بعد أن كانت هذه الضاحية في دمشق أول من انتفض ضد الرئيس الأسد في العام 2011، وعانت من حملة شرسة من القصف والقنابل والأسلحة الحارقة.
وتم توجيه معظم الأسر إلى مراكز الاستقبال في المدينة التي تسيطر عليها الحكومة، كجزء من اتفاق بين النظام السوري ومسلحي المعارضة، الذين قيل إنهم تخلوا عن المنطقة لإنهاء الهجوم.
وفي إطار الصفقة أيضاً، تم السماح لنحو 700 من مقاتلي المعارضة وأقاربهم بالسفر إلى مدينة أدلب التي تسيطر عليها المعارضة، شمال العاصمة.
وقالت الأمم المتحدة، إنها تأمل في أن يتم الاتفاق على هدنة أخرى في حلب، التي تم فيها استهداف جنازة للأطفال في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون يوم السبت.
ولا تزال عائلات من داريا في حالة صدمة بعد استلامهم لمنازلهم، وقد استغرقوا في الراحة والحصول على أول وجبة آدمية منذ سنوات، حيث لم ير العديد من الأطفال الذين ولدوا خلال الحصار الطماطم أو الحلويات.
وتقول المدرسة سوسن (32 عاماَ) وهي تصف الحياة خلال سنوات الحرب: “على الرغم من أن كل شيء كان متاحاً الخضراوات والفواكه والخبز والبسكويت، إلا أننا لم نتذوق أياً من هذه الأصناف لسنوات”.
وقالت للمجلة البريطانية من إدلب: “أعطيت طفلاً قطعتي حلوى، فأكل واحدة وقال لأمه احفظي هذه ليوم غد، خوفًا من أنه قد لا يتناول الطعام مرة أخرى”.
وأضافت، أن العديد صدموا عندما استقبلهم السكان برمي الأرز في الهواء لأعلى، على الرغم من أنه سلعة ثمينة في داريا، وفي هرجيلا كانت هناك مشاهد مماثلة في استقبال الإغاثة، ولأن العائلات عبّرت عن خوفها من انتقام النظام فقد كانت أقل حرصاً على التحدث.
وقالت هدى (30 عاماً) التي كانت تتحدث من منزلها الجديد في مأوى اللاجئين: “أولادي، وهم يبلغون ثلاث وخمس سنوات من العمر، كانوا مندهشين للغاية لرؤية الطماطم فهذه هي المرة الأولى التي يرونها، كان علينا البقاء على قيد الحياة من خلال تناول العشب”.
بينما تقول أمينة، 38 عاماً: “لأول مرة يتذوق ابني الآيس كريم، حيث اعتقد أنه نوع من الكعك، لأنه لم يتذوق الحلويات من قبل وكان قد أحس بفرحة غامرة عندما رأى البسكويت”.
وقد أصبحت الضاحية، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 79 ألف نسمة، رمزاً للمقاومة بعد أن تم عزلها من قبل النظام في العام 2012، وتلقت أول تسليم للمساعدات في شهر يونيو، للمرة الأولى منذ 4 سنوات.
وقالت الأمم المتحدة، إن النظام رفض طلبات لا حصر لها لإيصال الإمدادات لأن الناس كانوا يتضورون جوعاً حتى الموت، لدرجة أن العائلات قامت بحفر خنادق للاختفاء والهروب من التفجيرات، حيث تم تدمير 80 – 90% من المدينة منذ بدء الصراع.
ويقول عدنان النقاش، 47 عاماً، إنه ينام في حفرة مع عائلته المكونة من 8 أفراد منذ 4 أشهر، مضيفاً أنه لا يجرؤ على النوم خوفاً من القنابل.
وطالبت الأمم المتحدة أمس كلا الجانبين، الالتزام بوقف إطلاق النار الإنساني لمدة 48 ساعة في حلب، للسماح لعمال المساعدات بإيصال الإمدادات الحيوية إلى 80 ألف شخص محتجزين هناك.