أثارت تقارير إعلامية، وصور ومواد فيلمية، رصدت قيام سياح بالتعبد داخل معابد الفراعنة، فيما يسمى برحلات “حج الأمريكيين” إلى مصر، جدلًا واسعًا.
وفي الوقت الذي نفت فيه الجهات الرسمية وجود هذا النمط من السياحة، أكد عاملون بالقطاع السياحي أن هؤلاء السياح يدخلون إلى مصر بتأشيرات سياحية، ويمارسون طقوسهم تحت مسمى “سياحة التأمل” داخل المعابد المصرية القديمة.
من جانبه، نفى سامى محمود، رئيس الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ، ما يُسمى برحلات حج “العبادة” الأمريكيين إلى مصر، وزيارة مناطق الحج القديمة في مصر القديمة، مثل الأهرامات وأبو الهول وأبيدوس والأقصر، مؤكدًا عدم وجود أي نوع من أنماط تلك السياحة في مصر، و”عدم وجود زيارات مقننة بمثل هذا الشكل الذي يتحدث عنه البعض، وأن هناك سياحة دينية طبيعية، للآثار القبطية والإسلامية”.
وجدد عادل زكي، الرئيس الأسبق للجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد المصري للغرف السياحية، النفي بعدم وجود تلك السياحة في مصر حاليًا، رغم تأكيده أن تلك الطقوس كانت تحدث ضمن الزيارات السياحية في السابق، وكانت السلطات المصرية تسمح لهم بتلك السياحة، قبل اختفائها عام 1992، بسبب الأوضاع الأمنية.
لكن تقارير مصرية أشارت إلى انتقال بعض المعتقدات الفرعونية، وكثير من طقوس عبادة الآلهة في مصر القديمة، إلى كثير من المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتشرت بينهم عبادة كثير من آلهة الفراعنة، مثل آمون رع، وأويزريس، وسخمت آلهة الحرب والضراوة في مصر القديمة، ومع تنامي انتشار العبادات والمعتقدات الفرعونية بين الأمريكيين وبعض الأوروربيين، ظهرت شركات سياحية، ومواقع خاصة على شبكة الإنترنت، لتنظيم رحلات حج للأمريكيين إلى مقاصد الحج في مصر القديمة، مثل معابد أبيدوس في سوهاج، ومنطقة الأهرامات في الجيزة، ومعابد الكرنك، وبعض المقابر، في شرق مدينة الأقصر وغربها.
وقال شاهد ، طلب عدم ذكر اسمه، إنه كان يشاهد هؤلاء الأمريكيين وبعض الأوروبيين، الذين كانوا يفدون للحج والصلاة في بعض معابد الفراعنة، مشيرًا إلى أن هؤلاء الذين يعرفون باسم “لعبادة” في الأوساط السياحية المصرية، لهم طقوس وتراتيل خاصة، وكتب تحوي تلك التراتيل، كما أن لهم طقوسًا يؤدونها في غرف قدس الأقداس ببعض المعابد، يستخدمون فيها زيوتًا وعطورًا خاصة، يشترونها من محلات متخصصة في العطور، لتلك الفئة من السياح، وهي محلات معروفة لهؤلاء السياح القادمين من بلادهم بدعوى الحج إلى أرض الآلهة.
ويقوم السياح الوافدون للحج والصلاة بمعابد الفراعنة، بأداء طقوس عديدة من بينها دخول تلك المعابد قبل شروق الشمس للتعبد والصلاة، حيث تقوم الشركات المنظمة لتلك الرحلات باستخراج تصاريح زيارة خاصة لهم، لتلك المناطق التي يرغبون في زيارتها قبيل شروق الشمس، ويتحملون مقابل ذلك دفع مبالغ مالية كبيرة لاستخراج تصريح بالزيارة الخاصة، كما يحرص بعضهم على النوم داخل التوابيت الفرعونية داخل المعابد وبعض المقابر، ومن أكثر الأماكن التي يحرص هؤلاء الوافدون للحج لمعابد وآلهة الفراعنة، من عبدة آمون وأوزيريس وسخمت، أهرامات الجيزة، وقدس أقداس معبد الكرنك، وقدس أقداس معبد أبيدوس، وقدس أقداس معبد فيلة.
وحال اعتراض بعض الحراس أو مسئولي الآثار على قيام هؤلاء الزوار بطقوس عباداتهم، يتدخل المرافق المصري لهم، لإنهاء المشكلة بزعم أن هؤلاء السياح يقومون بجلسات للتأمل وليس للصلاة.
وقد احتوت بعض المواقع التي تروج لرحلات حج الأمريكيين والأوروبيين، إلى معابد الفراعنة في مصر، على كثير من الصور ومقاطع الفيديو، التي توثق كثيرًا من طقوس رحلة الحج إلى مصر، وتصور هؤلاء الزوار وهم يقومون بالتعبد والصلاة داخل المعابد وفي منطقة الأهرامات.
كما تقدم تلك المواقع شهادات لعدد من الأمريكيين والمصريين، ممن يقومون بتنظيم تلك الرحلات، ومن الطريف أن بعض المصريين ممن اعتادوا على العمل في تنظيم رحلات حج الأمريكيين من عبدة آلهة مصر القديمة، يقومون بإجراء طقوس الصلاة والتعبد بحسب المعتقدات المصرية القديمة، ويقرأون أناشيد وتراتيل ممن كان ينشدها قدماء المصريين عند التقرب لآلهتم داخل المعابد، ويلتف حولهم الفوج المرافق لهم من عبدة آلهة قدماء المصريين من السياح الأمريكيين والأوروبيين، ومن أشهر هؤلاء الذين يقومون بأداء الصلوات بالسياح في معابد الفراعنة “أ . م .ي . ل” وهو مرشد سياحي، يرافق هؤلاء الزوار في رحلاتهم بين المدن المصرية، كما يحرص هؤلاء الزوار على تقديم قرابين لتلك الآلهة التي تنتشر تماثيلها في المعابد المصرية القديمة.