احتل حصان «سترينجر رولز ذا وورلد»العناوين الرئيسية لصحيفة «غراند ناشيونال» بعد فوز مذهل هذه السنة، لكن موت خمسة احصنة أخرى قد خيّم جو كئيب على الحدث في «آينتري».
أكثر من 45 حصاناً لقوا حتفهم في السباقات منذ عام 2000. وحصلت هذه السنة حالتي إصابة، لـ«غالينتبيرستي»و«مانيلا ريسيبشن»، وعلى إثرها تعرضا لإصابة بالعنق و قتلوا، بينما مات الثالثة الآخرون «كلوبنانان لاد»، «ماراسونين» و«كينغ بالاس» بعد تعرضهم لتشنجات عضلية، و يعتقد أنهم عانوا من إصابة في الساق. وقضت أيضا سبعة خيول نحبها في مهرجان «تشيلتينهام»الشهر الماضي، مما صعد موجة الاحتجاجات ضد هذه الرياضة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسة [bctt tweet=”لماذا يقتل الحصان إذ بترت ساقه” via=”no”]؟
تقول الطبيبة البيطرية جيني هال لصحيفة الغارديان: إن أحصنة السباق تنتقى وتُربّى بعناية فائقة لكي تكون مصممة من أجل السرعة، عظامهم تكون خفيفة لكنها تكون قوية للغاية لتحمل أوزانها، وخفيفة لتستطيع أن تعدو بسرعة، لذا، ولسوء الحظ، قد تتحطم العظام عند تعرضها للكسر في بعض الحالات.وما يزيد الطين بلة، أن العظام تلتوي قبل أن تنكسر، مما يسبب تشوه دائم، حتى لو أمكن جمع العظام المكسورة من جديد، سينتهي الأمر بعظمة شديدة الالتواء بعد الشفاء.
تحوي الأجزاء السفلية لأطراف الحصان أنسجة صغرية ورقيقة، ما يعني أن العظام تتسبب بتمزق الجلد عند انكسارها، و هذا ليس السبب الوحيد الذي يزيد من صعوبة العلاج بل إنه يؤثر على تدفق الدم المحدود الواصل إلى الجزء السفلي من القدم، مما يضعف إمكانية العلاج و فرص نجاحه.
التشريح المعقد
تعتبر بنية عظمة قدم الحصان المعقدة مشكلة إضافية، فكما يشرح موقع ”هاو ستاف ووركس“:
من بين مئتين وخمس عظام تُشكل جسد الحصان كاملا، ثمانون منها تتواجد في الأطراف. والنظام المعقد المكون من المفاصل، الأربطة، الأوتار، الغضروف، السائل المزلّق، الصفائح والحوافر التي تساهم في فعالية سرعة الحصان المذهلة، تكون هي السبب في انهيارها.
باختصار، إن ترميم القدم المصابة مهمة مستحيلة.
الكائن الضحية
إن الحصان ضحية بشكلٍ ما، فعلاج ساق مكسورة يتطلب إزاحة الوزن عن المنطقة المتضررة، و هذا الأمر خارج عن سيطرتها كونها تطورت لتبقى واقفة على أقدامها طوال الوقت.
ويضيف موقع «ألتيمايت هورس» أن محاولة منع الحصان من التعرض لإصابة جديدة أمر صعب في مرحلة التعافي و العلاج، فقد تدهس بعضها، أو تتحمس قليلاً وترغب بالقيام بجولة في الجوار. وببساطة شديدة، قد تشعر بالملل كونها مربوطة وتنتابها رغبة بالخروج.
وأضاف، عندما كَسر حصان السباق «ألايدر» ساقه في الخامسة عشر من عمره، خضع لعمل جراحي، لكنه كسر ساقه مرة أخرى بعد يومين، فانتهى به الأمر بالموت الرحيم.
ما يصيب المتسابقين والعامة غالباً هو سرعة اتخاذ القرار بالقتل الرحيم للحصان، لكن الطبيبة ”هال“ تنبأ صحيفة الجارديان بأن هناك مسعفين مدربين متواجدين ضمن المضمار للوصول بسرعة و عادةً ما يتخذون القرار الأسهل.
وبالنسبة لموضوع إجراء تقييم سريري شامل، و البحث عن أي حل بديل بسرعة، تقول هال: «إن الخيول التي تتعرض لإصابات بليغة وخطيرة للغاية لا يمكن أن نكون قد تسرعنا في إنهاء حياتها، فهي لن تحصل على أي فرصة جديدة، فذاك الساق الذي أصيب لن يتحمل عبء أي وزن بعد الآن».