أرجح أن القراء قرأوا أو سمعوا عن رفع أعلام فلسطينية خلال مباراة بين فريق سلتيك الاسكتلندي وفريق هايل بير شيفا الإسرائيلي، وكيف قررت جمعية الكرة الأوروبية تغريم سلتيك لرفعه «شعاراً ممنوعاً».
لا أدري مَنْ منع العلم الفلسطيني، فهو مرفوع في الأمم المتحدة. أهم من هذا أن مؤيدي سلتيك جمعوا أكثر من 130 ألف جنيه استرليني حتى الآن لجمعيات خيرية فلسطينية، وهناك حملة مستمرة في اسكتلندا لمساعدة الفلسطينيين.
الآن أطلب من القراء أن يقارنوا معي بين ما سبق وخبر من إسرائيل عن اعتقال حوالى 50 مشجعاً لفريق الكرة بيتار القدس بتهمة العنصرية، في هتافات رافقها اعتداء على مؤيد لفريق هابول تل أبيب وجرحه.
هم عنصريون حتى في كرة القدم، ويلعبون مع أوروبا لأن آسيا ترفضهم.
أكمل بأخبار أخرى تستحق أن يعرفها القارئ.
– امرأة الداعية المتطرف أنجم شودري، وهو مسجون في بريطانيا لعنصريته، تعهدت بأن غير المسلمين في بريطانيا سيدمرون.
العنصرية من إسرائيل أو غيرها لا تعرف الحدود أو تعترف بها.
– قرأت في «التايمز» اللندنية خبراً عنوانه: روسيا قتلت من المدنيين أكثر من «الدولة الإسلامية» المزعومة.
لا أعتقد أن هذا صحيح، ولن أدخل في جدل حوله، إنما أقول إن إسرائيل قتلت من المدنيين الفلسطينيين أكثر من روسيا و «داعش» مجتمعين. «التايمز» من أهم صحف لندن وأقدمها إلا أن يمينيتها تطغى على موضوعيتها أحياناً، ولا أذكر أنني قرأت بعد أي حرب إسرائيلية على الفلسطينيين خبراً يقول إنها قتلت مدنيين كما فعلت ذات صيف عندما كان بين 2200 شهيد أكثر من 500 طفل.
– وكالة أسوشييتد برس تقول إن الحرب الأهلية في سورية أدت إلى تنشيط صناعة التبغ في لبنان، ومصنع السجائر المحلي جنوب بيروت يعمل على مدار الساعة لاشتداد الطلب على أنواع السجائر المحلية فهي أرخص كثيراً من المستورَد. المصنع يقوم في «صليخ» حدث بيروت حيث كنا نحمل بنادق الصيد وننتظر مساء وصول طائر الفرّي من مصر. الفرّي لم يعد يتوقف قربنا، وكبرنا ونضجنا، ولم نعد نصطاده.
– العسكري الأميركي مات بيزونيت كتب تفاصيل قتل جنود أميركيين أسامه بن لادن في باكستان سنة 2011، وكان عنوان كتابه «يوم ليس سهلاً».
هو وافق الآن على تسليم 6.8 مليون دولار جناها من الكتاب، وأيضاً 180 ألف دولار كانت أجره عن نصح مقاولين عسكريين. كان بيزونيت تعرض لتحقيق جنائي ووزارة العدل الأميركية تحاول أن تعرف إذا كان كشف أسراراً عسكرية في الكتاب أو محاضراته عن قتل بن لادن. الموضوع انتهى على الطريقة الأميركية، أي أخذ الفلوس التي كسبها جندي أميركي غامر بحياته في الهجوم على مقر بن لادن.
– السلطات المصرية أوقفت ثماني مذيعات تلفزيون والتهمة هي «السمنة». لن أنتصر للسلطات أو للمذيعات، وإنما أقول إن السمنة تقتل، ومذيعات التلفزيون نموذج تحتذيه صغيرات كثيرات، لذلك واجبهن أن يكن نموذجاً طيباً.
– أبقى في مصر، فقد مرت هذا الشهر الذكرى الستون على اعتقال الصحافي المصري الكبير مصطفى أمين بتهمة التجسس للولايات المتحدة، وهي تهمة زائفة.
كان مصطفى أمين صديقاً، وهو في سجلي الشخصي من أبرز الصحافيين في مصر والعالم العربي كله. كان نزيهاً صادقاً معتدلاً، ومع أنه اعتقل في عهد جمال عبد الناصر فهو كان أعفّ من أن يتحدث بسوء عن الرئيس المصري بعد أن رحل. رحم الله مصطفى أمين ورحمنا