ذكر تقرير أصدرته مؤسسة عربية رسمية أن الدول العربية، إضافة إلى دول في الشرق الأوسط، ستصبح ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي في العالم نتيجة تباطؤ الانتاج فيها وتسارع الطلب المحلي بسبب ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في بعض الدول وتحولها للغاز كمصدر نظيف للطاقة.
وأشار التقرير، الذي أصدرته المؤسسة العربية للاستثمارات البترولية ومقرها السعودية، إلى أن الدول العربية وباقي منطقة الشرق الأوسط تشهد أسرع معدلات الطلب على الغاز الطبيعي في العالم، إلا أن متوسط الانتاج لا يتماشى مع هذه المعدلات مما أوجد فجوة في الامدادات ودفع بعض دول المنطقة إلى استيراد الغاز رغم وجود احتياطي كبير فيها.
ونقلت المؤسسة عن دراسة لهيئة الطاقة الدولية توقعت فيها أن يقفز حجم استهلاك الغاز في منطقة الشرق الأوسط من حوالي 480 مليار متر مكعب العام الماضي الى 738 مليار متر مكعب عام 2040.
وقال التقرير، إنه بالرغم من “ضخامة احيتاطي الغاز في بعض دول المنطقة إلا أن معدل الانتاج حافظ على تباطؤه ولم يجاري معدل الطلب، حتى الان، فيما يتوقع أن يبقى معدل الاستهلاك أسرع بكثير من معدل الانتاج في الفترة المقبلة ولذلك يتوقع أن تُضطر دول المنطقة إلى زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي لتصبح ثاني أكبر مستورد للغاز في العالم”.
وقدٌر التقرير واردات دول الشرق الاوسط من الغاز الطبيعي بنحو 10.5 مليار متر مكعب العام 2015 متوقعا أن ترتفع، بشكل كبير، في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن نحو 40% من تلك الواردات العام الماضي جاءت من قطر التي تملك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم بعد روسيا وإيران.
وبحسب التقرير، فإنه من المتوقع أن تنتهج دول المنطقة ما اسماه بـ”سياسة الانتظار” فيما يتعلق بانشاء محطات كبيرة لاستيراد للغاز الطبيعي بسب توقعات ارتفاع الأسعار في النصف الثاني من العقد القادم، مشيرا إلى أن قيمة استثمارات هذه الدول في موانئ ومحطات تصدير صغيرة ستصل الى نحو 10.3 مليار دولار على المدى المتوسط بما فيها منصات تخزين عائمة.
وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، ذكر التقرير أن معدل استهلاك الغاز فيها هو من أعلى المعدلات في العالم، وأن نمو معدل الانتاج لا يزال أدنى بكثير من نمو الطلب، مشيرا إلى أن بعض هذه الدول اتخذت اجراءات لخفض النمو على استهلاك الغاز غير أن تأثيرها لم يكن كبيرا.
واستنتج التقرير أن “على دول مجلس التعاون اتخاذ اجراءات فيما يتعلق بالانتاج لضمان امدادات معقولة وعدم الاعتماد بشكل كبير على الاستيراد”.
يشار إلى أن دول الخليج وهي: السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين إضافة إلى العراق تملك احتياطي غاز طبيعي يزيد على 50 ترليون متر مكعب الى جانب احتياطها النفطي الضخم الذي يقدر بأكثر من 580 مليار برميل.