سيارات وتكنولوجيا

«الهاكرز» يخترقون دماغ الانسان

تناولت صحيفة “ذي ديلي ميل” البريطانية مستقبل تطور اختراقات القراصنة، إذ يمكن للهاكرز أن يقوموا بالتحكم بالبشر يومًا ما بواسطة وصلات ترتبط بالأعصاب. ووضح الخبراء مدى سهولة اختراق نظام الأمان في أجهزة تنظيم نبضات القلب، ومضخات الأنسولين؛ ما يمكن أن يؤدي إلى عواقب قاتلة.

أخبار ذات صلة

ونشرت مجلة أكسفورد لجراحة المخ والأعصاب، ورقة بحثية عن الخطر الأمني الذي يترتب على الزرعات الدماغية.

ويعد أكثر أنواع الوصلات الدماغية شيوعًا، نظام تحفيز الدماغ العميق. إذ تتكون الوصلة من الكترودات مثبتة عميقًا داخل الدماغ ومربوطة بأسلاك تجري تحت الجلد لنقل إشارات من المحفز المزروع.

ويمكن لأي شيء متصل بالحواسيب أو الإنترنت، أن يتعرض للقرصنة هذه الأيام، من السيارات إلى مصابيح الكهرباء. وأكثر ما يسبب القلق اليوم هو، الخطر المترتب على وصلات الدماغ.

وصلات دماغية للجميع

يعتقد المرشح الرئاسي، زولتان إستفان، أن جميع البشر وفي غضون بضع عقود سوف يصبحون متصلين “بمصفوفة” من الذكاء الاصطناعي بواسطة زرعات دماغية قائلاً لموقع مايل أونلاين، “في النهاية، سوف يسمح لنا هذا النوع من التكنولوجيا بالبقاء متصلين بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على الدوام. وهذه في بداية العقل الجمعي إذ سيصبح الجميع متصلين مع بعضهم”.

وتعمل هذه التكنولوجيا من خلال استعمال أساسيات الرسم الكهربائي للدماغ التي تستطيع قراءة الإشارات الكهربائية التي ينتجها الدماغ. ويضيف إستفان،”لكننا سنمتلك تكنولوجيا يمكنها تحفيز دماغك من جديد من خلال إشارات الكترونية دقيقة؛ ما يجعلنا نشعر بما يقوله لنا الجهاز.

ويضيف زولتان إستفان، إن قيام آلة بخلق هذا المحفز، يعني أننا سنتمكن من التواصل مع الآلات أو الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر وحقيقي. وهذا الأمر ما زال في بدايته الآن، ولكن بعد 5 – 10 سنوات، سوف يصبح هذا النوع من التكنولوجيا منتشرًا للغاية”.

ويتكون المحفز من بطارية ومعالج صغير وهوائي تواصلي لاسلكي يسمح للأطباء ببرمجته. وفي الواقع يعمل المحفز مثل صانع التخطيط القلبي، ولكن الفرق الرئيس هو أنه يتعامل مع الدماغ بشكل مباشر.

وفي  السياق ذاته، فإن نظام الدماغ العميق يعتبر أداة رائعة لعلاج العديد من الاضطرابات. فهو معروف بعلاجه لمرض باركنسون وخلل التوتر العضلي والرجفة والألم المزمن الحاد، فيما يستخدم هذا النظام للتعامل مع اضطرابات مثل: الاكتئاب ومتلازمة توريت.

ويمكن لجراحي الدماغ والأعصاب استعمال هذا النظام لاستهداف مناطق مختلفة في الدماغ باستخدام مؤشرات تحفيز مختلفة من أجل التحكم الدقيق بالعقل البشري والقضاء على أي مشاكل أو مسببات للألم. ولكن هذا التحكم الدقيق بالدماغ والقدرة على التحكم اللاسلكي بالمحفزات يفتح المجال أمام الهاكرز للتسبب بأضرار من نوع جديد من خلال التحكم بمضخات الأنسولين والوصلات القلبية.

كما يمكن لهؤلاء القراصنة أن يقوموا بتغيير وضعيات التحفيز؛ ما يجعل المرضى الذي يعانون من أمراض مزمنة يشعرون بألم أكبر، أو يمكنهم التسبب بالشلل للمصابين بمرض باركنسون. ويمكن للقرصان المتمرس أن يقوم بتحفيز تغيرات سلوكية مثل: فرط الرغبة الجنسية والمقامرة بجنون أو أن يتحكم بسلوكيات الشخص إلى حد ما من خلال تحفيز مناطق معينة من الدماغ للتأثير على أنشطة وأفعال معينة.

وعلى الرغم من صعوبة تحقيق مثل هذه الاختراقات، كونها تتطلب تكنولوجيا من نوع متطور والقدرة على مراقبة الضحية، إلا أن مقدارًا عاليًا من التصميم يمكن أن يذلل هذه الصعوبات.

واقترح بعض الخبراء حلولاً لجعل الوصلات أكثر مقاومة للهجمات الإلكترونية، ولكن في هذه الحالة سوف يجد مصممو هذه الأجهزة أنفسهم في وضع صعب عند محاولة تطبيق إجراءات الأمان. إذ يصبح الأمر عبارة عن خيار بين تصميم نظام لا يمكن اختراقه وبين تصميم نظام يمكن استعماله حقًا في الحياة العملية.

ومن جانب آخر، فإن الوصلات محدودة جدًا بالحجم الفعلي وقدرة البطارية؛ ما يجعل الكثير من التصميمات غير مجدية على أرض الواقع. كما يجب أن يكون الولوج إلى هذه الأجهزة متوافرًا وسهلاً بالنسبة للفريق الطبي في حالات الطوارئ؛ ما يعني أن تصميم آلية ولوج سرية أمر ضروري.

انتشار متزايد ومخاطر كبيرة

يعود السبب وراء الانتشار الواسع لمنح تصاريح لاستعمال هذه الوصلات في علاج المزيد من الأمراض، إلى انخفاض ثمنها وامتلاكها لخصائص مغرية تدفع المزيد من المرضى إلى تقبلها. ولكن الأمر يمكن أن ينطوي على مخاطر كبيرة.

وبينما لا يوجد دليل على استخدام الوصلات لتنفيذ هجمات إلكترونية لغاية الآن، إلا أنه يجب على صانعي هذه الأجهزة ومنظميها والعلماء والمهندسين والأطباء أن يكونوا متيقظين لهامش الخطر؛ لأن مستقبل الوصلات العصبية مليء بالأمل والتفاؤل لطب أكثر كفاءة، ولكن خطأ واحدًا يمكن أن يدمر الصورة العامة لسلامة هذه الأجهزة.

أخبار ذات صلة

Back to top button