أسقط علي عبد الله صالح كل الأوراق التي يمكن أن تغطي مساوئه، وأحرق كل المبررات التي يمكن أن تساق للإبقاء عليه.
مسكين هذا الرجل، أضاعته السلطة، وحولته إلى شخص آخر، غير ذلك الشخص الذي كان عليه قبل أن يتسلم الرئاسة ويتحول، إنه مريض، الرغبة في الانتقام واستعادة الحكم جعلتا منه وحشاً يسعى إلى التدمير، ولا يهمه وطناً أو شعباً أو أمةً، منذ حادثة مسجد الرئاسة وهو يسعى إلى تدمير كل شيء، وقد ابتدأ بتدمير نفسه أولاً.
رجل يسمسر على كل شيء ليس برجل سوي، كانت آخر عروضه [bctt tweet=”دعوة روسيا إلى إقامة قواعد عسكرية في اليمن” username=”nononline24″]، تستخدمها لضرب من يحلو لها، والقصد ليس إلا البلاد العربية، وهو لا يملك اليمن، ولكنه شريك في سرقته مع الحوثيين، وبدعم من الإيرانيين، وبكنز من المليارات التي استولى عليها من قوت اليمنيين. ثلاثون عاماً ويزيد وهو يخزن المساعدات الخليجية والإيرادات المحلية، تلك الأموال التي كانت ستجعل من اليمن في وضع أفضل بكثير مما هو عليه، ولكنه أبى إلا أن يجعلها سبباً للخراب والدمار والقتل.
هو كاره لنفسه، فحول ذلك الكره إلى شعبه، لأولئك الذين طالبوه بالإصلاح وتحسين الأوضاع، وكاره لأرضه التي لفظته، فبحث عن الشياطين في كل مكان، وتحالف معهم، من الإخوان إلى القاعدة إلى داعش، ومن الحوثي إلى إيران، وها هو يسمع أن الروس تعاقدوا مع إيران على استخدام قاعدة «همدان» الجوية لشن غارات على مدينة حلب السورية، فلماذا لا يعرض عليهم خدماته؟
لماذا لا يؤجرهم قاعدة جوية أو برية أو بحرية؟ هو يبحث عن الشرعية لانقلابه، ووجود الروس قد يوفر له ذلك، إنه بحاجة إلى غطاء، وغطاء روسيا وإيران وحزب الله وميليشيات المالكي نجح مع بشار، فلماذا لا يستغل هو الظروف.
لو تأتى لهذا الشخص أن يؤجر كل شبر من أرض اليمن لفعل، فهذا أسلوب السماسرة، وعلي عبد الله صالح سمسار مريض مازال يعيش في وهم الأهمية والقدرة على خلط الأوراق، إنه يبحث عن الاستمرار حتى ولو باع وطنه بعد أن باع شعبه.