- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

«داعشي» يكشف للمرة الأولى أسرار التنظيم

على مدى 100 ساعة تقريبا، أجرى اثنان من صحفيي مجلة فورين بوليسي الأمريكية، حوارا مطولا مع أحد منتسبي تنظيم داعش، لا زال عضوا فيه حتى الآن، يدعى أبو أحمد حضر اجتماعات تأسيس تنظيم ما سمي بـداعش الذي يعمل في حدود مفتوحة بين العراق وسوريا.

ويروي  الشاهد، كيف عملت داعش على الحصول على أكثر الأسلحة خطورة من نظام الرئيس بشار الأسد، قائلا “أربعة أشهر قبيل الانفصال بين جبهة النصرة وداعش، اقترب عدد من (المجاهدين) من قاعدة عسكرية في دارة عزت شمال سوريا، كانت تحت سيطرة النظام السوري”.. واسترسل “الطقس كان باردا في شهر ديسمبر، مما زاد من صعوبة ضربهم من طرف سلاح الجو السوري”.

القاعدة كانت كبيرة (قرابة 500 هكتار)، ومن الصعب على الجيش السوري حمايتها من كافة الجهات. نجح الجيش السوري في البداية بهزيمة المجاهدين، حيث تمكنوا من قتل 18 مقاتلا من جبهة النصرة، لكن مع مرور الوقت كان الجو في صالح المجاهدين الذين كثفوا من هجماتهم.

أسلحة كيماوية ذهبت غنائم لـ “النصرة”

يقول أبو أحمد، إن القاعدة كانت منجما للذهب بالنسبة لأي مسلح، حيث احتوت على أسلحة وذخائر ومعدات ومركبات عسكرية. لكن ما لم يعرفه من أسماهم بالمجاهدين، هو أن القاعدة احتوت كذلك على أسلحة كيميائية.

ويضيف، الهجوم كان بقيادة جبهة النصرة، مدعومة بكتائب مهاجري الشام، وهي وحدة داخل لواء الإسلام ومجلس شورى المجاهدين، وكتيبة البتّار، التي تشكلت من عدد كبير من المقاتلين الليبيين. وفي ذلك اليوم اشتد القتال والجميع كان مدفوعا برغبة الانتقام لمقتل مجاهدي النصرة، وفقًا لأبو أحمد.

وتابع، “اليوم التالي كان حاسمًا حيث تمكن المقاتلون من تجاوز خطوط الدفاع للجيش السوري والسيطرة على القاعدة، وللمفاجئة وجدنا أسلحة تقليدية وبراميل ممتلئة بالكلورين والسارين وغاز الخردل، وتم تقسيم الغنائم، لكن جبهة النصرة فقط حصلت على الأسلحة الكيميائية، حيث تم تحميلها ب 10عربات كبيرة وأخذها إلى جهة غير معروفة. ولكن لم يعرف ماذا حصل لغاز الخردل، وفقًا للراوي.

قاعدة ذهبية للعمل السري

ويقول أبو أحمد، إنه قام بمناقشة الموضوع بسرية مع المقاتلين. وبالرغم من عدم حصولهم على شواهد، لكنهم تساءلوا ما إذا تم استخدامها بالهجوم على خان العسل. وعرف أنه لا يستطيع مناقشة الأمر مع أبو الأثير – لكنه تعلم  ما وصفه بأنه قاعدة ذهبية للعمل السري الجهادي، مفادها أنه “إذا كان الأمر لا يعنيك فمن الأفضل أن تبقى صامتاً”.

ولكن مع بداية أغسطس 2013، تلقى أبو أحمد أخباراً تفيد بأن داعش، هي من استخدمت السلاح الكيماوي بعد الانفصال عن جبهة النصرة. وفجأة قام أبو الأثير – بسعادة وفخر – بإبلاغ مقاتليه بأن داعش هي من استخدمت السلاح الكيماوي ضد الجيش السوري مرتين.

ويضيف، “الأخوة قاموا بإرسال سيارة ممتلئة بالمتفجرات الكيمائية إلى حاجز عسكري بالقرب من قرية الحمرا في حماه”، كما قال أبوالأثير للمقاتلين في المقر الرئيسي. وتقع الحمرا 20 ميلا شمال شرق مدينة حماه، وهي لا تزال تحت سيطرة قوات موالية للنظام السوري.

أبوالأثير، تحدث عن هجمات كيميائية أخرى، يستذكرها أبو احمد “قمنا كذلك بإرسال سيارة أخرى مليئة بالأسلحة الكيميائية للهجوم على قوات الرئيس السوري بالقرب من القاعدة الجوية في منج”، التي تقع على بعد 20 ميلا شمال حلب. وبعد قرابة عام من الحصار – في الخامس من أغسطس 2013 – تمكنت قوات داعش من السيطرة عليها.

أبو أحمد، بدأ يسترجع ذكريات ذلك اليوم البارد، عندما تمكن من أسماهم بالمجاهدين، من السيطرة على القاعدة العسكرية في دارة عزت، ويتساءل “هل من الممكن أن تكون هذه نفس الأسلحة الكيميائية، التي سيطر عليها المجاهدون ذلك اليوم؟”

الخردل استخدم في مدينة مناع

ويضيف معدو التقرير للمجلة، أنه سواء كان ذلك صحيحًا أم لا، فإن تنظيم “الدولة” لا زال يمتلك هذه الأسلحة في ترسانته. فبعد سنتين، نشرت نيويورك تايمز مقالا في 6 أكتوبر 2015 تصف فيه كيفية قيام “تنظيم الدولة” باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الثوار المعتدلين في مدينة مناع. ووفقا للصحيفة فإن الثوار قذفوا بغاز الخردل عليهم.

ويضيف التقرير، أن الجهادي التركي- الهولندي صالح يلمز، الذي كان جنديًا سابقًا في الجيش الهولندي قبيل التحاقه بداعش، كان قد كتب عبر مدونته في 31 أغسطس 2015، أن داعش بالفعل استخدمت السلاح الكيميائى، حيث سأله أحد القراء: “لماذا يتم اتهام داعش باستخدام السلاح الكيميائي؟” فأجاب يلمز:”داعش تحصل على السلاح الكيميائي من أعدائه، لذلك نحن نستخدم سلاحهم في الهجوم عليهم”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى