بورصات الخليج تواصل النزيف مع تراجع النفط
تراجعت مؤشرات البورصات الخليجية، بداية التعاملات صباح اليوم الأحد، بشكل حاد بسبب أزمة انخفاض أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وتعديل “مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني” النظرة المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى سلبية.
السعودية.. مؤشر سوق الأسهم يهبط 5%
هبط مؤشر سوق الأسهم السعودية في تعاملات صباح اليوم (الأحد)، إلى أكثر من خمسة في المئة، ليسجل أدنى مستوى في ثمانية أشهر مع استمرار هبوط النفط وتعديل “مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني” النظرة المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى سلبية مع تأكيد التصنيف الائتماني عند “اي اي”.
وتوقع “فيتش” حدوث تدهور كبير في المركز المالي للمملكة، وإن تراجع أسعار النفط وزيادة الإنفاق سيزيدان عجز الموازنة إلى 14.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام الحالي.
وتوقعت أن يؤدي تمويل العجز إلى تآكل الاحتياطات الكبيرة للمملكة والتي تعد الداعم الرئيس لتصنيفها الائتماني.
ونزل الخام الأمريكي الجمعة الماضي عن 40 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في العام 2009، ليغلق منخفضاً اثنين في المئة وسط مؤشرات إلى تخمة المعروض في الولايات المتحدة وبيانات ضعيفة للإنتاج الصناعي الصيني ليسجل النفط أطول موجة خسائر أسبوعية في نحو ثلاثة عقود.
واستهل المؤشر السعودي التعاملات منخفضاً 6.4 في المئة قبل أن يقلص خسائره إلى 4.8 في المئة بحلول الساعة 08:10 بتوقيت غرينيتش ويصل إلى 7624.4 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى منذ 16 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ومن بين 166 سهماً جرى تداولها انخفض 164 سهماً فيما ارتفع سهمان فقط لشركتين صغيرتين.
وقاد التراجعات سهما “سابك” و”الراجحي” بمكاسب 6.4 في المئة، و4.8 في المئة على الترتيب.
وانخفضت أسهم “جبل عمر” و”صافولا” و”سامبا” و”المراعي” و”معادن” و”جرير” و”سافكو” و”بنك الرياض” و”الأهلي التجاري” بنسب تراوحت ما بين 1.4 و7.8 في المئة.
بورصة الكويت تغلق على انخفاض مؤشراتها الثلاثة
أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تداولاته اليوم على انخفاض مؤشراته الثلاثة بواقع 14ر143 نقطة للسعري ليصل إلى 5909 نقاط و8ر8 نقطة للوزني و 9ر22 نقطة ل(كويت 15).
وبلغت قيمة الأسهم المتداولة عند الإغلاق نحو 78ر20 مليون دينار كويتي في حين بلغت كمية الأسهم المتداولة حوالي 6ر160 مليون سهم تمت عبر 4321 صفقة.
هبوط أسهم الإمارات بسبب النفط والسعودية
أما سوق دبي المالي كباقي الأسواق الخليجية على الرغم من متانة اقتصاد الإمارات والتقارير الدولية التي تؤكد قدرة الدولة على تجاوز أزمة انخفاض أسعار النفط، إلا أن مؤشر الأسهم الرئيسي لبورصة دبي أغلق على خسائر حادة بنسبة 6.96%، إلى 3451 نقطة، مسجلا أدنى مستوى في 4 أشهر.
سهم إعمار القيادي في سوق دبي كان من بين الأعمق خسارة في الأسهم القيادية، حيث خسر 8.31%، إلى مستوى 6.18 درهم، بنك دبي الإسلامي 5.59%، داماك 9.6%، أرابتك 9.6%، إلى مستوى 1.79 درهم.
مؤشر سوق أبوظبي كانت تراجعاته أقل حدة منها في دبي وانخفض المؤشر الرئيسي 5.01%، إلى مستوى 4286 نقطة.
النفط.. استمرار موجة الهبوط غير المسبوق
للأسبوع الثامن على التوالي من الهبوط، أنهت أسعار النفط الأسبوع الأخير على انخفاض غير مسبوق منذ الأزمة المالية العالمية في 2009 ليهوي النفط الأمريكي دون 40 دولارا للبرميل.
ويتوقع خبراء السوق النفطية أن يستمر هذا الوضع لفترة في ظل تقديرات العرض والطلب ووضع الاقتصاد العالمي الهش، أي أن يدور خام برنت حول 45 دولارا للبرميل، وغرب تكساس حول 40 دولارا للبرميل.
ورغم ما يبدو من انزعاج في عدد من الدول المنتجة والمصدرة للنفط، يستبعد المراقبون والمحللون أن تلجأ منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى خفض إنتاجها قريبا. وتسجل السوق استمرار الضخ الهائل من السعودية والعراق تحديدا.
ومما يزيد من “تخمة” العرض في السوق ارتفاع الإنتاج الأمريكي، الذي وصل إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة عند 9.4 مليون برميل يوميا.
وعلى جانب الطلب، تدل كل المؤشرات على أن الاقتصاد العالمي على بوابة مرحلة تباطؤ ـ إن لم يكن أزمة ـ بسبب تراجع نمو الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ورغم هبوط أسعار النفط إلا أن الطلب عليه لم يشهد ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الأخيرة مع تراجع النمو الصناعي في الاقتصادات الصاعدة.
يذكر أن كثيرا من المحللين والمؤسسات المالية الدولية قدرت حد الأربعين دولارا للبرميل كمستوى يعني النزول عنه ضررا كبيرا بالمنتجين والمصدرين وشركات النفط الكبرى على السواء.