يعد مرض [bctt tweet=”الحمى السوداء من الأمراض التي تتسبب بمقتل كثير من الناس في العالم” username=”nononline24″]، ومنذ أن أصبح العلاج الطبي لهذا المرض غير عملي، انصبّ تركيز الباحثين على القضاء على ذباب الرمل الحامل لهذا المرض الفتاك، وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية.
وقالت الوكالة إن “المحنة المسماة الحمى السوداء تظل على قائمة منظمة الصحة العالمية للأمراض الإستوائية المهملة”، متسائلة: لماذا؟.
في معرض إجابتها على التساؤل، استعانت الوكالة بتفسير مدير قسم الأبحاث في معامل غينيس دافيد بوشي الذي قال “إنها تصيب أفقر الفقراء، وتنتقل عبر ذباب الرمل الذى يلدغ الماشية ويرقاتها التي تتغذى على برازها، وتصيب أربعمائة ألف شخص سنويًا، وتقتل ما يقارب من الثلاثين ألف إنسان، مقارنة بمرض الملاريا الذي أصيب به العام الماضي مائتان وأربعة عشر مليون شخص، توفي منهم أربعمائة وثمانية وثلاثون ألف شخص”.
عمل بوشي مع زملاء من تكساس A & M في قسم العلوم والحياة البرية والثروة السمكية على دراسة كيف يمكن استخدام الفبرونيل في قتل ذباب الرمال الذي يحمل عدوى داء الليشمانيات الحشوي.
وقد أظهرت النتائج التي نشرت مؤخرًا في مجلة بلوس للأمراض الاستوائية المهملة، أنه “عندما استخدمت علاجات الفبرونيل على الماشية لمدة سنة واحدة، قل عدد ذباب الرمل بنسبة أكثر من 90 في المئة، وباستخدام هذا النموذج أظهر الباحثون أن العلاجات الشهرية يمكن أن تقضي على الذباب في غضون عامين، وقد تم تمويل هذا العمل بواسطة مؤسسة بيل وميليندا غيتس”.
وبينت الوكالة أن “أكثر من 90 في المئة من حالات داء الليشمانيات الحشوي الجديدة تحدث في الهند والبرازيل وبنغلاديش وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان”.
من ناحيته، قال مارك وايزر وهو أستاذ في داء الليشمانيات الحشوي في جامعة تولين قسم الطب الاستوائي إن “الليشمانيات والأشكال الأخرى من ذلك الداء أمراض خفية تقتل الأفراد الذين يتلقون العلاج ببطء في بعض الأحيان خلال عدة سنوات، وهذا يعني أنه ما يزال الداء غير عاجل بين المصابين بالعدوى من الأفراد والمجتمع الطبي”.
صراعات الشرق الأوسط سارعت بانتشار المرض
وجاء في تقرير الوكالة أن “تقدير تنامي الليشمانيات والأشكال الأخرى يمثل تحديًا بسبب أثرها البطيء بوصفها مرضا، فضلا عن ظهورها السريع في مواقع محددة، وعلى الرغم من أن معدل الوفيات قد انخفض في بعض المناطق، إلا أن الصراعات الأخيرة في الشرق الأوسط وزيادة عدد اللاجئين السوريين أدت إلى انتشارها في أماكن أخرى”.
وطبقًا لما ورد في التقرير، فإنه “نظرًا لنقص المعلومات حول نسب ذباب الرمل التي تتغذى على الماشية ونسبة البيض الذي تضعه في براز الماشية، كان على الباحثين أن يستخدموا نموذجًا افتراضيًا لدراسة التأثير المحتمل للحشرات، حيث وجدوا في نموذج المحاكاة أن توقيت استخدام المبيدات الحشرية واتصاله بدورة حياة ذبابة الرمل مهم أيضاً”.
وبحسب الباحثين، ستكون هناك حاجة إلى “التخطيط الكافي لاستخدام المبيدات الحشرية في الوقت المناسب لتجنب الأمور التي تحول دون فاعلية العقار، في حين يأمل الباحثون أن تبدأ تجارب ميدانية لجمع المزيد من البيانات، لمعرفة كيف يمكن للفبرونيل يمكن أن يحد من توطين ذبابة الرمل”.
وأشارت تقرير الوكالة إلى أن “علاج داء الليشمانيات الحشوي، المعروف باسم ميلتيفوسين ” miltefosine”، حصل على الموافقة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية في العام 2014، وهو متاح بتكلفة قليلة أو معدومة في الهند وتحديدًا في ولاية بيهار التي تتركز فيها الغالبية العظمى من حالات الليشمانيات على مستوى البلاد.
لكن مدير قسم الأبحاث في معامل جينيسيس دافيد بوشي ، لاحظ أن “الاختبار في ولاية بيهار وهي واحدة من أفقر المناطق في الهند كان مكلفًا”.
شركات الأدوية غير مهتمة بالمرض
بدورها، قالت راجيش جارلاباتي وهي عالمة بيئة كبيرة في مختبرات غينسيس إن “المواصلات تمثل عقبة إضافية أمام القضاء على المرض، فضلا عن حقيقة أن عقار مثل ميلتيفوسين يجب أن يؤخذ ما بين 45 حتى 60 يومًا”، مشيرة إلى أنه “بمجرد انخفاض الحمى يهمل الناس أخذ الدورة الكاملة من العلاج”.
وأضافت جارلاباتي أن “الأغنياء يصابون بالسرطان، لذلك تم تطوير عقار مضاد للسرطان، وكما تعلمون هؤلاء الناس يستطيعون شراءه، ولكن إذا كان المرض يأتي للفقراء فقط، تكون القصة مختلفة”.
واعتبرت عالمة البيئة أن “شركات الأدوية ليست مهتمة بشكل خاص بهذا المرض، لأن الناس الذين يعانون من هذا المرض ليس لديهم الكثير من المال، ولذلك لا يمكن تحقيق الربح من وراء هذه الأشياء.”
يذكر أن عقارات داء الليشمانيات الأخرى تصاحبها آثار جانبية سامة، مع احتمالية عدم نجاعة العلاج، في حين يتم التأكيد على أن هناك حافزاً كبيراً لشركات الأدوية للاستثمار في البحوث اللازمة.