في الشهر الفائت، السابق لدورة الألعاب الأولمبية، ضرب الإرهاب في كل اتجاهات الكرة الأرضية، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، خمسون جريمة منظمة استهدفت المدنيين الأبرياء في الغالب، وأرعبت الملايين، وراح ضحيتها المئات، بعضهم دهساً كما حدث في «نيس» الفرنسية، وبعضهم تمزيقاً كما شاهدنا في «الكرادة» العراقية، والبعض تنوعت طرق اصطيادهم ما بين السكاكين والفؤوس والمسدسات.
قبل الأولمبياد بشهر حصد الإرهاب الموت وحقق ما اعتبره انتصارات، كان كل العالم يبيت ليلته على وقع صرخات استغاثة وخوف وجرى في شوارع مدينة أوروبية أو أميركية أو عربية، وإذا نام توقع حدثاً جديداً يغلق مطاراً، أو يوقف حركة قطارات، أو يحول احتفالاً إلى ساحة عزاء مفتوحة،.
ورجال الأمن يناشدون ويحذرون، ويرهبون من أرهبهم الإرهاب، يزيدونهم رعباً، مع كل تصريح لهم عن التوقعات ينشرون الخوف، ولم يبق مدير مخابرات أو وحدة مكافحة الإرهاب في أميركا وأوروبا لم يحذر من خطر استهداف الأولمبياد في «ريو دى جانيرو» بالبرازيل، أنهم يغطون فشلهم في الرصد والتفكيك والوقاية بروايات حول معلومات وهمية، أغلبها تكون غير صحيحة، ولكنهم يحمون أنفسهم، والضربات تتوالي في أماكن هم لا يرونها، ولكن المجرم يعرفها جيداً.
تلك الحالة السائدة خلال أكثر الشهور إرهاباً ودموية، وهو الشهر الذي سبق الأولمبياد، فإذا بدأت تلك الألعاب تاه الناس بين الاستمتاع والخوف، ونظروا بعين واحدة إلى المنافسات والعين الأخرى تبحث عن قنوات الأخبار، ليس أخبار الإرهاب فقط، فهناك أخبار الحروب، وخاصة بالنسبة لنا في هذه المنطقة المتقلبة..
حيث تتسلسل الأحداث، وتتدرج أهميتها، كل يوم تطفو إلي السطح منطقة وتتراجع منطقة، داعش وروسيا ونظام وحصار في سوريا، وحلب تنظف من آخر مبانيها الواقفة فوق الأساسات، تدك حتى تكتمل صورة الدمار، وحشد شعبي وتحرير مدن من الإرهاب لتسلم إلى إرهابي آخر هو سليماني الإيراني في العراق، والحوثي يتلاعب بالأمم المتحدة، ومعه «نيرون» الجديد علي صالح الذي يهدم كل اليمن من أجل أطماعه، و«سرت» الليبية تخلع من بين أنياب تنظيمات الموت.
وانطفأ بريق الذهب في الأولمبياد.