رصدت عدسات الكاميرات لأول مرة تواجد قوات بريطانية خاصة تقاتل في خطوط المواجهة الأمامية في سوريا، للدفاع عن قاعدة لجيش سوريا الجديد، وهو ما اعتبر دليلاً على المشاركة المباشرة للقوات الخاصة البريطانية وعدم اقتصار مهامها على تدريب مسلحي المعارضة فقط.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” صورا حصرية تظهر عددا من القوات البريطانية الخاصة على متن 4 سيارات عسكرية مجهزة بالسلاح، مبينة أن الصور تم التقاطها على الفور، بعد هجوم لعناصر من داعش في جنوب شرق قاعدة التنف.
وبالرغم من التوضيح الذي قدمته المؤسسة البريطانية عن دور القوات الدفاعي، إلا أنها ظهرت مزودة بترسانة من المعدات بما في ذلك بنادق القناصة والرشاشات الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات.
في حين لا يوجد تأكيد رسمي بريطاني على وجود القوات في سوريا، وذلك لأن الحكومة البريطانية غالبا ما ترفض التعليق على أي دور لقواتها الخاصة خارج حدود البلاد كما هي الحال في سوريا أو في ليبيا.
من جهتها، اعتبرت صحيفة تليغراف البريطانية أن “الصور تمثل أول أدلة مباشرة على تورط القوات في سوريا بدلًا من مجرد تدريب المعارضين في الأردن”.
وبحسب صحيفة “ذي تايمز” البريطانية ، فإن القوات البريطانية الخاصة تعبر الحدود بين سوريا والأردن بشكل مستمر لمساعدة وحدات جيش سوريا الجديد الذي يسيطر على قرية التنف الحدودية بعد طرد تنظيم داعش منها.
وطبقا لما ورد في الصحيفة فإن “نشر القوات الخاصة لا يحتاج إلى موافقة برلمانية في بريطانيا“.
ونقلت “التايمز” عن الملازم أول محمود الصالح الضابط المنشق عن القوات الخاصة السورية والعامل ضمن فصيل جيش سوريا الجديد أن “القوات البريطانية ساعدت فصيله المكون من القوات السورية الخاصة، ويدافع عن قرية التنف ومعبرها الحدودي مع العراق الذي سيطرت عليه في مايو الماضي.
وقال الصالح إن “القوات السورية البريطانية ساعدتنا باللوجستيات مثل بناء خطوط الدفاع”، موضحا أن “تنظيم الدولة يهاجم في كل الأوقات لاستعادة المعبر، مستخدما الصواريخ والقذائف والانتحاريين”.
وتشكل الجيش السوري الجديد قبل نحو 18 شهرا من معارضين خرجوا من شرق سوريا في أوج توسع تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014.
وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة إن قوات خاصة أمريكية تدرب مئات المقاتلين من أفراد الجيش السوري الجديد في الأردن.
ويقع معبر التنف الذي استعيد من داعش العام الماضي على مسافة 240 كيلومترا من مدينة تدمر السورية.