كثيرة هي القصص والحقيقية والخيالية التي تحاكي واقعنا الذي نعيش فيه نحن العراقيون, فعندما تسمع أو تقرأ قصة سواء كانت حقيقية أو خيالية مباشرة سوف ينصرف ذهنك لواقعة أو حدث مررت به أو عشت تفاصيله, وخصوصاً بما يتعلق بالجانب السياسي والحكام ومن يقف خلفهم, حتى إن ذلك بات واضحاً في شعارات وهتافات المتظاهرين العراقيين في ساحات التظاهر, حيث تجد إن في كل لافتة أو بوستر هناك قصة أو مثل يحاكي واقع السياسيين ورجال الدين, وفي هذا المقال سوف أسرد لكم قصة قرأتها فوجدتها تحاكي الواقع العراقي المرير الذي خطه السياسيون ومن يقف خلفهم من رجال تستروا بالدين.
القصة تقول : خلال عملية سطو في أحدى المدن، بالولايات المتحدة الأمريكية : صرخ لص البنك موجهاً كلامه إلى الأشخاص الموجودين داخل البنك من موظفين ومراجعين ” لا تتحركوا فالمال ملك للدولة و حياتكم ملك لكم”,وذلك لغرض التأثير في تفكير الموجودين كي لا يقوموا بحركة تؤثر على مجريات السرقة, وفعلاً استلقى الجميع على الأرض بكل هدوء ولم يحرك أحدهم ساكناً وقام اللصوص بسرقة مبلغ كبير من الأموال أمام الجميع دون أن تحصل أي مواجهة أو إعتراض من الناس !!.
وعندما عاد اللصوص إلى مقرهم..قال اللص الأصغر سناً لزعيم اللصوص و كان أكبرهم سناً: يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال سرقنا ” قام الزعيم بنهره و قال له ” أنت غبي جداً هذه كمية كبيرة من الأموال, و ستأخذ منا وقتاً طويلاً لعدها, الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال” بعد أن غادر اللصوص البنك, قال مدير البنك لمدير الفرع, إتصل بالشرطة بسرعة, و لكن مدير الفرع قال له “أنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار و نحتفظ بها لأنفسنا و نضيفها إلى الــ 70 مليون دولار التي قمنا باختلاسها سابقا ” قال مدير الفرع “سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك سرقة كل شهر !!.
في اليوم التالي، ذكرت وكالات الإخبار إن 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك, قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة, وفي كل مرة كانوا يجدون إن المبلغ هو 20 مليون دولار فقط , غضب اللصوص كثيراً و قالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار, و مدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه !!, كان مدير البنك يبتسم سعيداً لأن خسائره في سوق الأسهم تمت تغطيتها بهذه السرقة, فالمدير حصل على أموال كبيرة وطائلة, وهو نزيه وشريف في نظر الموظفين وفي نظر الناس وفي الإعلام وما حصل من سرقة وفقدان الأموال هو بفعل فاعل, بفعل لصوص وسراق المال العام والكل يبحث عنهم ويطالب بمحاسبتهم لكن الجميع غافل عن حقيقة اللص الأكبر الذي ابتلع 80 مليون دولار وركز على اللص الأصغر الذي سرق 20 مليون دولار!!.
هذه القصة تحاكي واقعنا نحن العراقيون, فالجميع الآن ركز ويركز على فساد السياسيين وسرقاتهم وإختلاسهم للمال العام ويطالب بمحاسبتهم, لكن الجميع غافل عن اللص الأكبر وزعيم اللصوص, وهو الذي أوجد هؤلاء اللصوص الصغار كي تتم التغطية والتمويه على سرقاته, هذا اللص هو السيستاني زعيم المرجعية, فهو من جاء بهؤلاء الفاسدين إلى الحكم والسلطة, وكل ما حصل من فساد فهو شريك فيه وله الحصة الأكبر, فكل سياسي فساد يعقد صفقة مشبوهة يخصص القسم الأكبر منها للسيستاني ومؤسسته, ومن يقول هذا محض إفتراء على السيستاني نرد عليه بالقول أين هي ملفات الفساد التي سلمها ” احمد الجلبي ” للسيستاني قبل وفاته ؟ لماذا لم يقوم السيستاني بإلإعلان عن أسماء السياسيين المذكورين في تلك الملفات ؟ لماذا لم يظهر تلك الملفات للإعلام ؟ لماذا مازال متحفظاً عليها ؟.
وأتصور إن الجواب على هذه الإستفهامات يكون صعباً على المدافع عن السيستاني, لكنه سهلاً على المطلع على كل شاردة وواردة تخص السيستاني وفساده, فإن سكوت السيستاني عن تلك الملفات وعدم إظهاره لها هو لوجود اسمه وإسم نجله ” محمد رضا ” ووكيليه في كربلاء ” عبد المهدي الكربلائي وحمد الصافي ” والعديد من الأسماء التي تعمل في مؤسسة السيستاني, وما يؤكد ذلك هو وجود نفس النسخة عند الفاسد المالكي الذي هدد بها السيستاني, حيث هدد المالكي مرجعية السيستاني والعاملين في مؤسستها بفضح تورطهم بملفات فساد كبيرة في ملف جولات التراخيص النفطية وإدارة العتبات المقدسة واستحواذهم على مليارات الدولارات من خلال هذه الصفقات المشبوهة, و إن هذه التهديدات جاءت رداً على معلومات قد تلقاها المالكي عن عزم السيستاني وابنه محمد رضا وذراعيه الصافي والكربلائي وممثلهم في الحكومة العراقية حسين الشهرستاني، على التخلص من المالكي من خلال قتله أو محاكمته, ولهذا السبب تراجع الجميع عن محاسبة المالكي في ملفات الفساد وكذلك أخفى تقرير لجنة التحقيق في سقوط الموصل.
وقد صدق المرجع العراقي الصرخي عندما قال في المحاضرة السادسة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” … {{ السيستاني يعرف إن هذا السياسي لو سقط بإشارة منه سيفضحه سيكشف فساده وفساد من ارتبط به فالفساد عند السياسيين هو واحد لا أقول هو صفر هو واحد مقابل مليون من فساد السيستاني, فهل السيستاني ينظر إلى السياسي بأنه فاسد؟ بالتأكيد لا ينظر إليه بأنه فساد لأنه يتعامل ويتمسك ويحتضن من هو افسد منه بملايين المرات فلا يوجد مقارنة بين فساد السياسي أي سياسي أينما تضع يدك على سياسي من سياسيي العراق منذ الاحتلال إلى هذه اللحظة مهما كان السياسي ومهما قيل عنه من سرقات بالمليارات فهو لا يرتقي إلى فساد السيستاني وأتباع السيستاني, ولم يقتصر على فاسدي السياسة وفسادها بل الطامة الكبرى والسرقات المضاعفة والفساد الافحش تمثل وتجسد بتسليطه العمائم الصنمية الفاسدة على رقاب الناس وأموالها وأعراضها مقدراتها فانتهكوا كل شيء وأباحوا كل شيء حتى إننا لعشرات السنين لم نسمع أبداً ولا نسمع انه عاقب احد وكلائه عمائم السوء بالرغم مما صدر منهم وثبت عليهم من سرقات فاحشة للأموال وارتكاب المحرمات والانحرافات الأخلاقية لكنهم يبقون معصومين بنظر السيستاني فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون …}}.
فالسيستاني هنا كشخصية مدير البنك أو المصرف, غطى على سرقاته وإختلاسه للأموال العامة بتسليطه للفاسدين والسراق الصغار, والإعلام والناس تطالب بمحاسبة هؤلاء الفاسدين الصغار بينما هم غافلون عن السيستاني زعيم المرجعية الذي هو كبير الحرامية وسيدهم وإمبراطور الفساد.