تستمر معركة حلب شمالي سوريا بين عمليات كر وفر للقوات الحكومية والمعارضة، بعد أيام من حملة لعدة فصائل مسلحة بهدف فك الحصار عن المدينة.
فقد استعادت القوات الحكومية بغطاء جوي روسي 4 مناطق جنوب غرب المدينة، كانت الفصائل المعارضة سيطرت عليها قبل أيام معدودة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء.
وكانت الفصائل سيطرت على عدد من القرى والتلال إثر هجوم شنته الأحد ضد قوات الحكومة والميليشيات الداعمة لها، جنوب غربي حلب، بهدف فك الحصار الذي تفرضه الأخيرة منذ أسابيع على الأحياء الشرقية في المدينة.
وذكر المرصد السوري، الأربعاء، أن قوات الحكومة سيطرت خلال الساعات الـ 24 الماضية على “تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف”.
وأضاف المرصد: “شنت قوات النظام هجوما مضادا لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل”.
وأشارت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية، الأربعاء، إلى “تقدم الجيش السوري من جديد في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لحلب مسببا انتكاسة كبيرة” للفصائل المقاتلة.
وتدور منذ الأحد معارك بين قوات الحكومة وحلفائها من جهة، والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) من جهة أخرى، جنوب غربي حلب.
ويسعى مقاتلو المعارضة إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، مما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات الحكومة في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
وأفاد المرصد الثلاثاء باستعادة قوات الحكومة السيطرة على 5 مواقع، سيطرت عليها الفصائل المعارضة سابقا، دون أن تتمكن من تعزيز مواقعها.
وأسفرت المعارك منذ بدء الهجوم الأحد، عن مقتل 50 من مقاتلي المعارضة والفصائل المتحالفة معها، والعشرات من قوات النظام وحلفائه، بحسب المرصد.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف عام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية وتحاصر الأحياء الشرقية بالكامل منذ 17 يوليو.