جدد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي انتقاداته للاتفاق النووي الذي وقعته بلاده مع القوى العالمية الست في كلمة ألقاها في طهران اليوم الاثنين، واتهم الولايات المتحدة بعدم تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها به.
وبموجب الاتفاق الذي بدأ سريانه في أكتوبر- تشرين الأول اتفقت القوى العالمية على رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عدة أطراف على إيران والتي أعاقت اقتصادها مقابل إجراءات تهدف إلى ضمان ألا تتمكن من صنع أسلحة نووية. ووعد الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني الإيرانيين بأن يؤدي رفع العقوبات إلى نمو الاقتصاد وتوفير الوظائف.
وقبل خامنئي بالاتفاق النووي لكن انتقاداته المتكررة لتطبيقه سمحت للمتشددين بتقييد روحاني بينما يحاول استغلال المكاسب التي حققها حلفاؤه المعتدلون في الانتخابات البرلمانية ليضمن فوزه بولاية رئاسية ثانية العام المقبل.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن خامنئي قوله «مرة أخرى الاتفاق النووي كتجربة أثبت عدم جدوى التفاوض مع الأمريكيين ووعودهم الباطلة ووجوب عدم الوثوق في وعود أمريكا».
وقال خامنئي إن العقوبات ترفع تدريجيا وإن الشركات الأجنبية لم تبدأ الاستثمار في إيران بعد.
وتحجم كبرى البنوك الأوروبية وكبار المستثمرين الأوروبيين عن التعامل مع إيران لأسباب من بينها أن العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة لا تزال قائمة إلى جانب الصعوبات المصاحبة للتعامل مع الإجراءات الإيرانية المعقدة والافتقار للشفافية في القطاع المصرفي وعدم وضوح آليات فض المنازعات وقضايا العمال والفساد.
وتأجل تدشين عقود جديدة لجذب استثمارات لقطاع النفط الرئيسي في إيران عدة مرات لأن خصوم روحاني المحافظين بدعم من خامنئي يرفضون إلغاء نظام يمنع الشركات الأجنبية من استغلال الاحتياطيات أو شراء حصص في الشركات الإيرانية.
وأوصى خامنئي اليوم الاثنين، بالبحث داخل إيران عن فرص التنمية وسبل تحسين حياة الأشخاص العاديين.
وقال إن الولايات المتحدة عرضت التفاوض مع إيران بشأن قضايا إقليمية لكن تجربة الاتفاق النووي السلبية أظهرت أن هذا سيكون مثل تناول «سم زعاف». ومن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق