لم يذهب الحوثيون إلى الكويت من أجل السلام في اليمن، فهم الذين أشعلوا الحرب، وهم الذين شقوا الصف الوطني، وهم الذين فرقوا بلادهم، ومن يفعل كل ذلك لا يريد سلاماً ولا يسعى إلى اتفاق.
الطريق إلى إنهاء المأساة اليمانية واضحة المعالم والخطوات، ولكن تلاميذ إيران تعلموا سياسة كسب الوقت عبر المناورات والمماطلة، فجلسوا شهرين في الكويت يفرعون القضايا، ويبتعدون عن الاتفاق بالتلاعب والتشتيت، وعندما عادوا مرة أخرى رفضوا كل ما تمت مناقشته من قبل، وطالبوا بالعودة إلى نقطة الصفر، واستغلوا الوسطاء، حتى صدموهم بإعلان المجلس الرئاسي أو السياسي المقتصر عليهم وعلى ذلك العابث ببلاده علي صالح، وأسقطوا الشرعية وقرارات الأمم المتحدة ودور الدولة الوسيطة والمبعوث الأممي.
ومع ذلك مازال ولد الشيخ يأمل في إنجاح مهمته، والكويت تحاول أن تنجز هدفاً سعت إليه، والشرعية اليمنية يضغط عليها من عدة جهات، ويطلب منها أن تستمر في المفاوضات، ولا ندري ما الذي ينتظره الضاغطون من الذين مزقوا مبادراتهم والقوا بها في وجه العالم؟ ومع ذلك وافقت الحكومة اليمنية على أسبوع آخر من المفاوضات، ويبدو أن الوسطاء قد استفادوا من الدرس، فقدم ولد الشيخ مشروع اتفاق كان يفترض أن يقدمه منذ اليوم الأول لبدء مهمته، فالقرار الدولي 2216 ينص على ذلك، على انسحاب الانقلابيين من المدن الرئيسية، وعلى تسليم السلاح، وعلى إطلاق سراح المعتقلين، وهي نفسها التي أعلن عنها في الساعات الأولى من يوم أمس، ووافق عليها الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور، ورفضها الانقلابيون.
حفاظاً على وحدة اليمن، وإنقاذاً لليمنيين من التشرد والجوع والعطش والمرض والموت، ندعو الوسطاء إلى عدم الانجرار خلف المناورات الحوثية ومماطلات صالح، واعتبار مشروع الاتفاق إنذاراً أخيراً لهم.