ليس معقولاً أن يتم توجيه اللوم لمليار ونصف مسلم موزعين على الكرة الأرضية كلما أقدم مجنون أو معتوه على اقتراف جريمة بشعة، وليس معقولاً أن يهب المسلمون في كل العالم للشجب والاستنكار كلما أقدم قاتل مأجور يعمل لدى بعض ادوات دوائر الأجهزة الاستخبارية العالمية بفعل مخطط وفقاً لخطة جهنمية لإثارة كوامن الفتنة بين الشعوب، من أجل نفي التهمة ومن باب الشعور بالدفاع الضعيف والمتكلف عن النفس. ليس هنالك طفل مسلم ولا رجل عامي ولا فلّاح او حراث أمّي في أي بقعة في العالم في العصر الحاضر وفي كل العصور منذ فجر الإسلام إلا ويعلم تمام العلم ما هو معروف من الدين بالضرورة حرمة قتل النفس، وتغليظ حرمة قتل رجال الدين والقساوسة والرهبان الذين فرّغوا أنفسهم لدينهم وعبادتهم وصلواتهم وكنائسهم وصوامعهم، وكلنا يحفظ وصية الرسول الكريم وخلفائه من بعده : «لا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً، ولا عسيفاً، ولا تقطعوا شجرة ، ولا تقتلوا حيواناً إلّا لمأكلة، ولا تخربوا عامراً، وسوف تجدون أقواماً فرغوا أنفسهم في الصوامع فذروهم وما فرغوا أنفسهم له..» هذه الوصية كانت للجيش المقاتل أثناء الحرب ،فضلا عن سلوك المسلم وقت السلم. لا يجوز الطلب المستمر الذي يصل إلى درجة الإلحاح من جمهور المسلمين والقوى والاتجاهات الإسلامية التأكيد الدائم والمستمر على البديهيات، والتصريح المكرر لما هو معلوم ومؤكد ومقرر ولا يختلف عليه أهل العلم وأصحاب النقل والعقل في كل العصور والدهور، بل يجب التأكيد على أن ما يجري هو مجرد لعبة قذرة تقوم بها دول وأجهزة معروفة ، تحترف القتل وإثارة الفتن من أجل تمرير مخططاتها ، ولا يحتاج ذلك إلى مزيد من البراهين والأدلة، وليس ذلك من باب عقلية المؤامرة، بل هي حقائق دامغة، ولا يمكن أن يخفى على العقلاء والمراقبين السياسيين أن عصابة داعش صنعت صناعة، وتم تزويدها بالمال والسلاح والرجال والمساجين من القتلة والمجرمين والمأجورين في معظم دول العالم، مع السماح لبعض المهووسين ومغسولي الأدمغة من الالتحاق بهم، إمّا عن طريق الجهل أو طريق الإغراء بالمال، ويتم العمل تحت رقابة الأجهزة الاستخبارية التي ترقب كل حركة صغيرة وكبيرة، ويتم الإشراف على كل عملية تحويل مالي وهناك تجار السلاح والمخدرات وتجار الرقيق والاتجار بالبشر والاتجار بالدعارة، مع دهاقنة السياسة والاستخبارات، ويتم الاشراف على استخراج النفط وتسويقه وفق اتفاقيات وتفاهمات معروفة، ويتم النقل عبر صهاريج وقود كبير ة معروفة ومنظورة ومرقوبة عبر الحدود وتحت إشراف الجيوش والمقاولين الذين معهم وتحت حمايتهم. إن ما يجري من عمليات ارهابية خلال السنوات الأربع السابقة تتم عبر توجيه مرسوم وفق خطة تشاركية رسمها اللاعبون الكبار واللاعبون الصغار، ولذلك لا تخطىء عين الرقابة أن أعمال داعش لا تتوجه نحو روسيا ولا إيران ولا أمريكا ولا ضد النظام السوري، وما يتم في هذا الصدد تحت السيطرة التامة، وكل ما عدا ذلك ضحك علينا وعلى ذقوننا، لأننا نعلم أنه تم القضاء على دولة العراق وجيش العراق خلال أسبوعين، وتم القبض على كل القيادات العراقية السابقة واحداً واحداً، ونفراً نفراً، فليس من المعقول أن يخرج الخليفة المعمم عبر موكب من ثلاثين سيارة(لاند كروزر) سوداء إلى مسجد الموصل ، واستطاعت (الكاميرا) أن ترصد ساعة الخليفة السويسرية الثمينة في يده وهو يلقي خطبته العصماء ونقلتها كل الأقمار الصناعية وكل محطات التلفزة ،فلا يعقل ان يجري كل ذلك بعيدا عن السيطرة الدقيقة بعناية . إن ما يجري في هذا الشأن يصل إلى حد (الاستلطاخ) المزري الذي ينساق إليه الكتاب والمحللون والذين يسودون الصحف ويملأون الفضاء بالتحليل والحوار والرأي المعاكس.