ضحكوا علينا، الإخوان والسلفية وجماعات الدعوة والتبليغ، وكل تلك المسميات التي كبرت وتضخمت في السبعينات، خليجياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً، كلها تنظيمات إرهابية، وليس بينها ما يسمى بالحركات الدعوية أو الإسلام السياسي.
سايرهم البعض، ومنحهم مساحات واسعة للعمل، وتركوا يستقطبون الأتباع والمريدين، ووزعت صناديق تحصيل التبرعات التابعة لهم في المساجد والمحلات التجارية، وتنقلت وفودهم الجوالة بين بيوت الأثرياء ومقار الشركات ومكاتب رجال الأعمال، ومن خلف النقاب تحركت النساء بين العائلات، يلقين المحاضرات، ويجمعن الأموال، ويجندن الفتيات، والكل كان سعيداً بهم، ومن نبه إليهم وبخ وطالته الاتهامات.
وحتى بعد أن انكشفوا حاول البعض تصنيفهم وتقسيمهم، فريق منهم صنفوا كإرهابيين، وفريق آخر يسمى بالإسلام السياسي، وفريق ثالث يقال له جماعات دعوية، والمصيبة أن البعض مازال مقتنعاً بهذا الفصل رغم ما شهدناه من امتزاج بين الإخوان والسلفية الجهادية والدعوية، وحتى الأحزاب التي أسسها المنشقون عن الإخوان، كلها وقفت في صف واحد في مصر، وهي تقاتل جنباً إلي جنب اليوم في ليبيا وسوريا واليمن، إخوان وداعش وقاعدة وسلف، وقبلهم أعطوا أمثلة في حركة »طالبان« الإخوانية فكراً وتأسيساً، وحليفة القاعدة وابن لادن لاحقاً.
ليس هناك إسلام سياسي، والذين يستخدمون هذا المصطلح إما جهلة بتاريخ الحركات الإرهابية، وإما لهم أغراض سياسية مستترة، سواء في منطقتنا أو في أوروبا، ومن يتابع قنوات »دويتش فيله« الألمانية و»فرانس 24« الفرنسية، الناطقتين بالعربية سيكتشف الازدواجية الفكرية والتحليلية، خاصة بعد أحداث »نيس« و»ميونيخ«، فهؤلاء ما زالوا يدافعون عن الإخوان، وما زالوا يبررون جرائمهم في الدول العربية، بل إنهم يستضيفون بعض الإخوان للحديث عن الإرهاب!
وبيننا من ما زالوا يروجون بأن الإخوان حركة دعوية سياسية، ويتناسون التنظيمات الإرهابية التي خرجت من تحت عباءتها!