نون والقلم

مرض لا شفاء منه

هم خائفون، فالهزيمة الكبرى لامست ثيابهم، وكادت النار تشتعل فيهم، ولو كان انقلاب تركيا حقيقة، ولو أنه نجح، لكان الضربة القاضية التي لن تقوم لهم قيامة بعدها.

فهل ينجح الإخوان في التلون وتغيير جلودهم؟

للأسف، مازال هناك من يصدقهم، ويثق فيهم، أو لنقل إنه يحاول أن يجدد الثقة فيهم، رغم التجارب، ورغم الإساءات، ورغم انكشافهم، ليس اليوم، أو بعد الظروف اللاحقة لحكمهم وسقوطهم في مصر وتونس واليمن وليبيا، ولكن منذ زمن بعيد، فالذين يقولون اليوم إنهم لم يروا سوءاً من الإخوان نطلب منهم العودة إلى عام 1990، وما بعد 2 أغسطس، عندما وقفت تنظيماتهم في أغلب الدول العربية مع غزو الكويت، وكذلك فعل تنظيمهم الدولي، ما دفع إخوان الكويت إلى الإعلان رسمياً بعد التحرير عن قطع علاقتهم بالتنظيم الدولي، ولم يكونوا صادقين، ولكنهم محرجون، وبعد أن هدأت النفوس عادوا أكثر فاعلية، وأصبحوا شوكة في صدور دول الخليج، وإخوان اليمن كانوا حتى سبتمبر 2014 شركاء في حكم اليمن، فهم الوزراء في عدة أماكن، وهم نواب وقادة في الجيش، وهم الذين فروا وتركوا صنعاء للحوثيين، ومن بعدها كل اليمن، واختفوا من الساحة عندما احتاجت لهم بلادهم، وعادوا إلى الظهور بعد أن حررت عدن وغالبية أرض اليمن، ومازالوا يلعبون على كل الحبال!

هناك من يصدقهم، والغريب أننا نجد بين الذين يصدقونهم من لدغوا منهم، الذين سرى سمّ الإخوان في عروقهم، وهؤلاء يظنون أن الإخوان يمكن أن يتطهروا، وأن تتجمل ملامحهم، وتنظف جلودهم، وتغسل قلوبهم وعقولهم، ويقال إن السبب في ذلك هو ظنهم بأن الإخوان أقل ضرراً من غيرهم، أو أن الذين يعلنون التخلي عن فكرهم يجب استيعابهم!

الإخواني مريض ميؤوس من شفائه، وملوث لا تفيد معه كل أنواع المطهرات، وقد خبرناه جيداً، حتى عندما يدعي أنه ترك التنظيم تبقى جرثومة الإخوان كامنة داخله!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى