ايام قليلة تفصلنا عن القمة العربية، وهي القمة التي اعتذرت عنها المغرب، وسيتم عقدها اليوم، في ظل ظروف سيئة جدا، في موريتانيا.
اولى الملاحظات الاستباقية، بخصوص القمة، تقول ان كثرة من القادة العرب سوف يغيبون عن هذه القمة، لاعتبارات امنية اولا، ولكون بيئة موريتانيا، غير محصنة تماما من اي مفاجآت، واذا كان العرب يغيبون عن القمم التي تنعقد في دول، افضل حالا من موريتانيا، فما بالنا، بالاخيرة، وظروفها الصعبة على كل الاصعدة.
تأتي القمة وذات المواضيع يتم طرحها، لكن من المتوقع ان يشهد مقعد سورية، في جامعة الدول العربية، حكاية مختلفة، فالمقعد معلق، ولم تعد الحكومة السورية الحالية قادرة على ارسال اي موفد، ولا المقعد بات ملكا للمعارضة السورية، التي انقسمت الى تيارات، والى معارضة مسلحة من تنظيمات شتى، ولايمكن هنا، ابقاء المقعد معلقا بهذه الطريقة، خصوصا، ان المعلومات تتحدث عن سعي دول عربية لطرح مبادرة لاعادة المقعد الى النظام وقد تصدر المبادرة باسم الجزائر ومصر والعراق ولبنان، ودول اخرى، لكن على الاغلب، ان الموقف يرتبط اساسا بالموقف من ايران، في المطلق.
الازمة العربية من ايران، وهي ازمة متجددة، سوف تنفجر في هذه القمة حصرا، فإذا كانت الدبلوماسية تجدول الموقف من ايران، فإن مقربين من مصادر المعلومات يتحدثون عن مساعي لاصدار قرارات حادة ضد ايران، على خلفية الملفين السوري والعراقي، وقضايا اخرى، لكن هناك مؤشرات على ان هناك دولا عربية سوف تجاهر بموقف علني مختلف لصالح ايران، او لصالح تحسين العلاقات معها، وهذه الدول العربية معروفة لصناع القرار، لكن الارجح ان يصير الحديث عن جدوى النزاع مع ايران، وجعله بلا سقوف من جانب بضع دول عربية على الاقل.
القمة العربية المقبلة، مهددة بالفشل مثل سابقاتها، لكنها على صعيد التعبيرات السياسية، ستكون قمة مخصصة لثلاثة ملفات تحديدا، لايمكن تغييبها، اولها مقعد سورية في جامعة الدول العربية، العلاقة مع ايران، وسيدخل الانقلاب في تركيا على الخط، وسيؤدي الى انقسام الموقف العربي، بين مؤيد علنا او سرا للانقلاب، او معارض له.
هناك مساعي هنا، لصياغات ناعمة، من حيث المبدأ، بشأن تركيا تكون مقبولة من جميع الدول العربية، ولا احد يعرف على وجه الخصوص اذا ما كان ملف تركيا سيكون سببا في تفجير القمة، والكل يعرف ان الموقف من تركيا، فعليا، يرتبط بالموقف من الاخوان المسلمين والربيع العربي، وقضايا اخرى تتعلق بما جرى بالمنطقة، خلال السنين الخمس الماضية، خصوصا، ان هناك طلبا عراقيا ايضا بإدانة التدخلات التركية في العراق.
ثلاثة الغام امام القمة العربية المقبلة، وهي الغام تأتي في وقت حساس للغاية، والارجح، ان تكون هذه القمة قمة الغائبين، تعبيرا عن تجنب الزعماء العرب، لكثير من المواجهات.