في زمن الرضا والوطن العربي الكبير الموحد، لم تكن هناك دولة مفتتة مكونة من 22 دولة ضعيفة ومرشحة لتكون دولاً فاشلة. وقف هارون الرشيد في بغداد يخاطب سحابة مارة لم تمطر وقال لها: «أمطري حيث شئت فإن خراجك لي». كان الخليفة هارون الرشيد جامعاً ماهراً للضرائب والمجد.
وفي أيامه أيضاً كانت الملكة اغسطه تدفع الجزية ثم أسقطها نقفور فكتب لهارون الرشيد قائلاً: «من نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد ملك العرب: أما بعد.. فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق.. فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أمثاله إليها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل منك من أموالها.. وافتد نفسك بما يقع به من المصادرة إليك، وإلا فالسيف بيننا.
رد هارون الرشيد:
(باسم الله الرحمن الرحيم.. من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم: «قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة.. الجواب ما تراه دون أن تسمعه».
حاربه هارون الرشيد وهزمه، فطلب نقفور الأمان ثم نكث العهد فهزمه هارون الرشيد ثانية وأخرسه.
في زمن الهوان والوطن المجزأ إلى 22 دولة في مهب الرياح يعتذر رئيس السلطة الفلسطينية للعدو الصهيوني عن عصفور فلسطيني مقاوم نقر رأس جندي «إسرائيلي» بمنقاره الحديدي، فأدماه، لأن العدو الصهيوني يعلم جيداً أن مئات ألوف العصافير الفلسطينية القادمة سوف تهزم الجيش «الإسرائيلي» بأكمله في قادم الأيام.. والبراكين القادمة حبلى بالمفاجآت السارة.
كلام في القيادة
القيادة هي شجاعة الاعتراف بالخطأ – الرؤيا لتقبل التغيير – الحماس لشحن الآخرين – الثقة للخروج عن الخط عندما يذهب الآخرون في الاتجاه الخاطئ.
القائد العادي يحكم بمعايير الماضي – القائد الجيد يحكم بمعايير الحاضر – القائد الفذ يحكم بمعايير المستقبل.
القائد الجيد هو الذي يوصي للناس بأن يثقوا به – القائد الممتاز هو الذي يوصي للناس أن يثقوا بأنفسهم (سام يوونغ).
المدرس المتواضع يقول – المدرس الجيد يشرح – المدرس الممتاز يبرهن – المدرس العظيم يلهم.
على القيادة العربية أن تعي أن خط الدفاع الأول عن الوطن العربي كله هو الدفاع عن المسيحيين وجميع الأجناس المكونة للوطن العربي، ومنع هجرتهم إلى خارج الوطن بكل الوسائل الممكنة.
إن عنوان معركتنا ضد الطائفية المدمرة هي القومية التعددية بكل مكوناتها الوطنية، نحن ضد الطائفيات الشيعية والسنية والمسيحية وكل مكون ديني متطرف.. ونتمسك بعروبة تتساوى فيها المواطنة بجميع مكوناتها بعيداً عن الدين والمذهب والجنس من دون تمييز بين أغلبية وأقلية.
أن لم نكن كلنا في أصلنا عرباً فنحن تحت لواها كلنا عرب (فوزي المعلوف).
العقل القيادي الفذ هو ذلك الذي يستطيع أن يحمل فكرتين أصيلتين متناقضتين في وقت واحد.
رأي مخالف في أزمة اليمن
النصر هو أن تنظم هزيمة أعدائك، فهناك مشروع خدعة كبيرة في اليمن يقوم بها ثالوث المجرمين (إيران – الحوثيون – علي عبدالله صالح) لتعطيل وصول النصر النهائي لليمن إلى كامل مداه. وذلك بالتفاوض الكاذب والمراوغة وكسب المزيد من الوقت: (كالطير يرقص مذبوحاً من الألم).
إن القبول بهدنة خادعة يؤخر إحراز النصر الدائم والنهائي ضد هذا الثالوث الإجرامي المخادع، وإنزال الهزيمة الساحقة به واستسلامه من دون قيد أو شرط.