نون والقلم

قراءة للواقع

لم أتنبأ بحرب عالمية ثالثة، ولكنني قارنت بين المقدمات التي أدت إلى نشوب حرب عالمية أولى والأجواء المسيطرة على العالم اليوم، والتشابه الكبير ما بعد 1910 و2010.

ولو رجعنا إلى وضع العالم بعد 1933، السنة التي وصل فيها هتلر للحكم في ألمانيا، ووجود موسوليني في إيطاليا، وحكومة متطرفة في اليابان، وحركات التحرر من الاستعمار والاحتكار الغربي في العالم الثالث، ونمو النزعات الوطنية والعرقية والدينية، أقول لكم، لو رجعنا إلى تلك المقدمات لعرفنا لماذا اشتعل العالم بحرب عالمية ثانية، وهي الحرب التي دمرت وقتلت وغيرت، وكما حدث في سابقتها أزيحت إمبراطوريات عن موقع السيادة في العالم، وبرزت إمبراطوريات بمسميات عصرية وأفكار شعبية !!

هذه ليست نبوءة، ولكنها قراءة لواقع نعيشه، وليست المواجهات عبر أنظمة وتنظيمات أو ما يسمى «حروب بالإنابة» إلا دليل واضح على أن الكبار، تجار المصالح وأصحاب الأحلام وصناع السلاح، هم الذين يخوضون هذه الفوضى المسماة بالصراعات تارة وبالحروب تارة أخرى، في «القرم» وفي العراق، في ليبيا وفي نيجيريا، في سوريا وفي اليمن، فئات تنوب عن فئات، وتنظيمات تتبع أجهزة سرية، وأنظمة تخضع لإرادة دول أخرى، وأطماع لا تتوقف، ونار تتمدد حتى تصل الشوارع والقطارات والمطارات.

تكفينا نظرة إلى وجه «دونالد ترامب» المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، نظرة لا أكثر، ومنها تكتمل أمامنا الصورة لما يمكن أن يحدث للعالم لو أن هذا الشخص أصبح رئيساً لأكبر وأقوى دولة في العالم، «عاشق نفسه» هو أخطر من يمكن أن يتولى سلطة في بلد قوي، فإن زدنا على النظرة الإنصات إلى ما يقول في خطاباته وتصريحاته وتعليقاته، سواء الانتخابية أو المتعلقة بالأحداث العالمية، سنعرف أن شخصاً واحداً قد يشعل العالم إذا أمسك الفتيل بيده، تماماً كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية !!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى