بعد أيام قليلة من الانقلاب العسكري في تركيا، ألقت السلطات التركية القبض على عدد كبير من المشاركين في هذه العملية ومن ضمنهم قائد الجيش الثالث التركي، بالإضافة إلى الألاف من الضباط والقضاة ورجال الدين والمجتمع المدني ، وإيقاف أكثر من 15 ألف موظف عن العمل وإحالتهم للتحقيق، كما طالب أردوغان 1577 أستاذا جاميعياً بتقديم إستقالتهم، ويبحث عودة عقوبة الإعدام لمحاكمة الانقلابيين.
وكان الاتحاد الأوروبي حذر من أن لجوء تركيا إلى تطبيق أحكام الاعدام في البلاد، سوف يقوض المفاوضات المتعلقة بانظمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال مراس بي بي سي في تركيا مارك لاون: «إن الرئيس التركي غير مبال بتحذيرات الاتحاد الاوروبي تلك، وأنه يستغل الفرصة حاليا لتشديد قبضته على الحكم»
وقد أمرت محكمة تركية في أنقرة أمس وضع 26 جنرالاً سابقا قيد الحبس، بتهمة المشاركة في تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، ومن بينهم قائد سلاح الجو السابق أكين أوزتورك، الذي يوصف بأه العقل المدبر للانقلاب الأخير.
ومن جانبها اتهمت المعارضة التركية الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بالقيام بـ«انقلاب مدنى»، مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة للتنكيل بمعارضيه، وذلك بعد أن بلغت حصيلة الاعتقالات التى نفذتها السلطات التركية، مايزيد عن 9 آلاف معتقل فى أعقاب محاولة انقلاب عسكرى فاشلة، جرت مساء الجمعة، وقاموا بعملية تعذيب وتصوير لمن تم إلقاء القبض عليه وإذاعتها قبل توجيههم للمحاكمات العاجلة.
وقال أوزتورك يلماز، نائب رئيس «الشعب الجمهورى»، وهو حزب المعارضة الرئيسى فى تركيا، إن تركيا تعرضت مساء الجمعة إلى انقلابين أحدهما عسكرى فشل، والآخر انقلاب مدنى يقوده الرئيس التركى «أردوغان» وحكومة حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم). وأضاف «يلماز» أن «الرئيس التركى وحكومته بعد محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة شن حملة واسعة ضد الحقوق والحريات، واعتقالات عشوائية، ونتوقع أن يكون هناك مزيد من تلك الممارسات، ولهذا نقول إننا أمام انقلاب جديد للرئيس».
من جهته، أكد زعيم حركة «الخدمة»، المفكر الإسلامى التركى محمد فتح الله جولن، فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مساء أمس الأول، أنه لا يستبعد أن يكون «أردوغان» نفسه من دبر هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، التى يتهمه الرئيس التركى بالتخطيط لها؛ «بقصد تثبيت دعائم حكمه»، معتبراً أن هذا «أمر ممكن».
وعلى الرغم من سقوط الإنقلاب رسمياً بعد ساعات معدودة من بداية إلا أن الرئيس «أردوغان» سقط سياسياً إكتسب عداوات جديدة خصوصاً بين صفوف الجيش بسبب الإهانات وعمليات التعذيب التي تعرض لها القادة المقبوض عليهم، ودولياً بسبب الغنقادات الواسعة التي وجهت له في طريقة الإنتقام من معارضيه.
موضوعات ذات صلة :