نون والقلم

صيف ساخن

يبدو أن هذا الصيف سيكون ساخناً جداً، حرارته لن تقاس بـ«الترموميتر» فقط، وتكفينا الليلتان المتتاليتان اللتان مرتا علينا منذ الدقائق الأخيرة في يوم الخميس وحتى فجر السبت.

أخبار ذات صلة

في «نيس» الفرنسية، مدينة أحلام البشر، حيث الهدوء والسكينة بعيداً عن هموم الحضارة ومشاغلها، وتحت سمع وبصر المحتفلين بيوم أنهى زمناً كان فيه الفرنسي مسخراً لخدمة النخبة المستبدة والمميزة بكل ما تعنيه الكلمة، وتحت أضواء الألعاب النارية صفق الأطفال وابتسمت النساء وصفر الآباء، والبحر يعكس الفرح وينثر السعادة، كل الذين كانوا هناك أرادوا لحظة صفاء مع النفس ومع من حولهم.

في «نيس» الفرنسية تحول النور إلى ظلام، وامتزج سواد الإسفلت بالأحمر القاني، بالدم، وتناثرت الجثث، هناك تمزقت الإنسانية، ولم يرحم الغدر طفلاً يجلس في عربة صغيرة، انتزع منها، ومع أمه وأبيه، رووا أرضاً لا تنبت شجراً، الدماء لا تنبت غير الحقد، ولا تثمر سوى الكراهية، وعندما يغطي السواد القلوب لا يكون «بوهلال» مجرماً، ولا تكون «داعش» قاتلة، بل تتعداهم، تتجاوزهم، تصل إلى دين وعقيدة، وإلى أمة.

في «نيس» الفرنسية، كان الإرهاب حاضراً، والإنسانية غائبة، وكانت الفجيعة كبيرة، والمشاهد تقطع القلوب، والنتائج ستحمل الكثير من المآسي.

وقبل أن تنشف دموع العالم على مأساة «نيس» الفرنسية، تحدثت تركيا، فدارت الرؤوس باتجاه الشرق من جديد، هنا حيث تنتقل بيادق الشطرنج فوق الرقعة، وتتساقط بعضها فوق بعض، انقلب الجيش على أردوغان، وقامت الدنيا ولم تقعد لعدة ساعات، وتطايرت الأخبار، وتتالت الأحداث، فيلم «هندي» طويل، في كل لحظة خبر جديد ومعلومة تتناقض مع سابقتها، وبعد سبع ساعات انتهى الانقلاب، فشل المنقلبون وعاد المنقلب عليه.

ومازالت النار مشتعلة وإن غطاها الرماد، ومازال مستقبل تركيا في مهب الريح!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى