بدأ الفريق المهم الذي تنحصر مهمّته في مكافحة الارهاب في “الإدارة” المهمّة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركيّة اللقاء بالحديث عن دور الكونغرس والإدارة في المكافحة قال: “درست الإدارة مشروعاً لتخصيص أربعة مليارات وثلاثمائة مليون دولار لمكافحة الإرهاب ثلاثة منها لوزارة الدفاع ومليار وثلاثمائة مليون لوزارة الخارجية. لكن الكونغرس أخذ معظم المبلغ المذكور ولم يترك للخارجية سوى 178 مليوناً، علماً أن هذا المبلغ سيزداد لاحقاً. نحن مصرّون على مكافحة الارهاب. سرى كلام يُفيد أنّنا نحاول في المراسيم التنظيميّة لقانون “تجفيف المنابع المالية” لـ”حزب الله” عدم التسبّب بانهيار القطاع المصرفي اللبناني. إذ أن ذلك سيدفع لبنان كلّه إلى الإنهيار هو الذي يعيش في ظل اقتصاد تعِبٍ ودولة مشلولة. إنهم يتفهّمون مطالب لبنان، وسيحاولون تلافي العقاب الجماعي بحصر الاستهداف في كل الذين يموّلون “حزب الله” ويتعاملون معه داخل لبنان وخارجه”. علّقتُ: قُلت في بداية اللقاء أن حاكم مصرف لبنان محترم في أميركا. وهو محترم أيضاً من اللبنانيّين كلّهم. يجب التعاون معه لحماية القطاع المذكور وربما لتنقيته إذا كانت فيه عيوب. وبذلك يحصل تعاون فعلي. ردّ: “على كل نحن في حديثنا مع الكونغرس دعونا إلى عدم إصدار مراسيم تنظيميّة تدفع المصارف الأميركيّة أو بعضها إلى القول: نحن لن نتعامل مع مصارف لبنان. فذلك مؤذٍ لنا وللبنان”. علّقت متابعاً حديثي عن الارهاب: دعوني أقول لكم رأيي. “حزب الله” جزء من إيران إيديولوجياً. ويردّد كثيرون في العالم أن داخله “فرعاً للعمليات الخارجيّة” وأشخاصاً يتعاملون مباشرة مع إيران. وهؤلاء تتّهمهم أميركا وغيرها بتنفيذ عمليات إرهابيّة ضدها وضد دول أخرى. إلا أنه حرّر أراضٍ لبنانيّة احتلتها إسرائيل في 1978 ثم 1982. وكي لا تسيئوا فهمي أقول: أنا مع سلام عادل وشامل بين الفلسطينيّين وإسرائيل وضد أي إرهاب. ولبنانيو الأراضي المحتلة أيّدوا “الارهاب” ضد إسرائيل رغبة منهم في التخلّص من الاحتلال معتبرينه مقاومة. لكن ألفت نظركم إلى أمر تعرفونه من دون شك لكنّكم لم تشيروا إليه في لقائنا وهو الإرهاب الذي تقوم به التنظيمات الإسلاميّة السنّية المتشددة إلى درجة العنف والتكفير. إرهاب “حزب الله” إرهاب دولة (إيران) ولكن بالوكالة. إذا اتّفقتم مع هذه الدولة يتوقّف إرهابها بنسبة 95 في المئة على الأقل. كما يتوقّف “استغلالها” بعض التنظميات السنّية المتطرّفة. أما الإرهاب الأوّل فهو ليس إرهاب دولة رغم أن دولاً عدة في المنطقة وخارجها تموّله وتدعمه وتسلّحه وتدرّب القائمين به، ورغم أنه يستهدفها لأن الخطر الذي يهدّدها حالياً هو إيران و”حزبها” اللبناني. ولذلك فإنكم لن تستطيعوا وقفه أو منع توسّعه إلاّ بالتعاون مع دول المنطقة السنّية ومعها إيران الشيعية، فضلاً عن المجتمع الدولي، علماً أن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً. وأنتم تدركون ذلك. ردّ الفريق نفسه: “نحن لا نميّز بين إرهاب وآخر. نعرف أن المليارات من الدولارات التي خُصَّصت “للدفاع” سيذهب معظمها لمكافحة الارهاب السنّي. لكن طبعاً يحاول “حزب الله” في سوريا أحياناً تهديد إسرائيل بفتح جبهة عسكريّة ضدها في الجولان. ونلاحظ أن هناك تهديدات متبادلة بالحرب بين “الحزب” واسرائيل إذا أقدم أي منهما على عمل عسكري ضد الآخر. هل تعتقد أن تنفيذ هذه التهديدات ممكن؟”. أجبتُ: أعرف أن موقف “الحزب” وإيران من اسرائيل سلبي. العالم كلّه يعرف ذلك. لكن “الحزب” لا يستطيع أن يورِّط نفسه في حرب مع إسرائيل أو داخل لبنان الآن لأنه يشارك في حرب أهلية داخل سوريا هي في الواقع حرب إقليميّة وربما دوليّة أيضاً ولكن بالوكالة. إذا كان حريصاً على تلافي حرب أهليّة لبنانية فكيف يتسبّب الآن بحرب مع اسرائيل في لبنان أو سوريا؟ التحذيرات المتبادلة التي تحدّثتم عنها هي لتلافي الاشتباك. ربما تكون محاولة فتح جبهة الجولان “نظريّة” إذا جاز التعبير لإعادة إقناع العالم العربي والإسلامي بأن الهمّ الأول لـ”حزب الله” لا يزال مقاومة اسرائيل. علماً أن الاقتناع المذكور اهتز بسبب حرب سوريا. لذلك كلّه ابحثوا مع ايران في قضايا المنطقة ومنها إسرائيل.
لم يردّ الفريق المهم نفسه على جوابي عن إمكان فتح “حزب الله” جبهة ضد إسرائيل في الجولان بل تحدَّث عن الجيش، قال: “يريد الكونغرس تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني لأنه أثبت كفاءة في محاربة الارهاب. وهناك استغراب عنده وعندنا لقطع المملكة العربيّة السعوديّة الهبة الماليّة التي خصّصتها لتمويل صفقة أسلحة له. أميركا تحاول إقناع السعوديّة بالعودة عن قرار الوقف. لكنّها لم تنجح في ذلك حتى الآن”.
37 3 دقائق