نون والقلم

وصلت الفكرة

استطاع الإبداع الفني الهادف أن يقلب الصورة، ويثبت زيف ما يردده أهل الفن منذ عقود حول أسباب سطحية الأعمال، ورداءة الطرح، والتركيز على المظاهر وقصص العشق والهيام فقط.

مسلسل »خيانة وطن« نقل قضية وطنية من كواليس الجهات المعنية والمحاكم إلى بيوتنا، وترك لنا حق التساؤل والاستفسار والتدقيق في الأحداث، ومحاولة تجميعها وربط تفاصليها، إنه عمل غير مألوف، ونتائجه لابد أن تكون كذلك، هو ليس عملاً وثائقياً، لم يكتبه مؤرخ، و لم يراجعه محكم، هو عمل درامي بني على قضية شغلت الناس طوال السنوات الخمس الماضية.

حكاية الإخوان كانت المحور الذي تدور حوله الأحداث، الإخوان كتنظيم سري، أو جماعة تتخفى وراء عناوين الدعوة والإرشاد، وفي الخفاء تجمع وتشكل خلايا وتحفر تحت أساسات المجتمع والدولة، وتتآمر، فكل من قبل أن يضع يده في يد الأجنبي في قضايا وطنه هو متآمر، ولو جمعت أعذار الدنيا كلها ما شفعت له.

إما حكاية الأفراد، ومحاولات تسمية شخصيات المسلسل، فهذا ليس هدفاً، وليس مهماً، ومن احتك بالإخوان أو تصادم معهم ستعيده ذاكرته إلى عدة أشخاص عبر عنهم »أبو مصعب« في المسلسل، وكذلك »الصقر« و»اليمامة« و»أبو عمر«!

السلوك العام لهذه الجماعة المنحرفة هو المطلوب، وليس التشهير بأحد وإن كان مداناً بالخيانة مقصداً وغاية، ومحاولة بعض المتسلقين، أولئك الذين يريدون أن يبينوا بأنهم على دراية واطلاع بخفايا الأمور، بتركيب أسماء حقيقية على شخصيات درامية، ليست سوى تصرف جاهل وقاصر.

المسلسل فكرة، وقد وصلت الفكرة، ووضحت الكثير من معالم الصورة، وصراخ الهاربين يبين كم هو موجع لهم، ولهذا استحق أن ينال المرتبة الأولى في المشاهدة والإشادة، وأن يحتل مرتبة الريادة التي ستؤسس لمرحلة فنية جديدة.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى