حرب الشوارع يتسع مداها، تنتقل من مدينة أميركية إلى أخرى، مواجهة بين أنداد، الشرطة والناس يقفون في صفوف متقابلة، هذا نتاج الصمت أو التبرير غير المستساغ، تعسف وإفراط في استخدام القوة، ووحشية محمية بالتعليمات والتوجيهات، ونظرة دونية لفئات من الشعب، في 2016، في القرن الحادي والعشرين، تنتصر العنصرية.
عندما يضطر أصحاب عرق أو لون أن يشكلوا حركة وطنية، فذلك دليل علي وجود فشل في إدارة وحماية المجتمع، «حياة السود مهمة» رسالة لم تصل إلى الرئيس وإدارته وحكام الولايات وقادة الشرطة في المدن الأميركية، حياة الإنسان، الفرد، مهمة، فكيف إذا كانت حياة عدد لا يستهان به من مكونات أمة؟ ترخص حياتهم حتى تكون بسعر رصاصة، وتنتهي، والتهمة اشتباه أو حذر من شيء في الجيب، أو عدم سماع الأوامر.
حادثة بعد أخرى، وضياع حق، وكتم حقيقة، وتبرير وراء تبرير، والشرطي على حق، والمواطن مخطئ، كما حدث مع آخرهم، ذلك الذي وضع يده في جيبه ليخرج بطاقة هويته، وهو مسيطر عليه، ومطلوب منه التعريف بشخصيته، ولم ترحمه رصاصات مميتة.
هناك جدل في الولايات المتحدة حول ما حدث، والنقاش يسخن يوماً بعد يوم، فالذين يسقطون في الشوارع مواطنون، السود مواطنون، ورجال الشرطة مواطنون، ولا غنى عنهم، فلا أمن دونهم، ولا أمان إذا اهتزت الثقة بهم، ولكن السلطة المطلقة، والإفلات من المساءلة والمحاسبة، جعلتهم يتغولون، ويتسببون في إحداث شرخ عميق بالمجتمع.
يتجادل الأميركان بحثاً عن حلول، يتناقشون ويختلفون ولا يتشاجرون، بل يطرحون وجهات نظرهم، ويقدمون خلاصة رؤيتهم لصناع القرار، واللافت أن مواقع التواصل كانت عند الأغلبية هي المتهم الأول!