- أهم الأخبارالأخبار

الحياد والكتمان..سياسة عُمان كوسيط في النزاعات

تلعب سلطنة عمان دورًا مهمًا كوسيط لحل العديد من النزاعات، مثل النزاع النووي مع إيران أو الحرب الأهلية في اليمن وسوريا. التقرير التالي الذي أعده موقع “دويتشه فيله” الألماني يعرض بعض الأمثلة عن الوساطة العمانية لحل عدد من الأزمات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط.

الحياد يجعل عمان وسيطا جديرا بالثقة

يُعرف العمانيون بكرم الضيافة وبالتواضع والحشمة، وهي خصائص موجودة أيضا في سياساتهم. فنادراً ما يتصدر البلد عناوين الصحف العالمية كما هو حال الدول المجاورة له مثل اليمن، والمملكة العربية السعودية وإيران. ورغم ذلك تلعب مسقط وبشكل متزايد، دور الوسيط في هذه المنطقة التي تجتاحها الأزمات والصراعات.

كما أن عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على علاقاتها الدبولماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يشرح سبب قيام القيادة العمانية بتقديم مساعدتها في النزاع النووي.

في وقت سابق من هذا العام شرح وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية سياسة بلاده قائلاً: “نحن لا ننحاز لهذا الجانب أو ذاك، بل نحاول أن ننقل لكلا الطرفين ما نعتقد أنه جيد بالنسبة لهما”.

والتقى المفاوضون الأميركيون والإيرانيون في عدة مناسبات في العاصمة العمانية مسقط كما حدث في شهر مارس 2013. ومر اللقاء في سرية وهدوء دون أن يعرف العالم عنها شيئا، حيث عرض السلطان قابوس بن سعيد مبنى فاخر على الشاطئ للمندوبين الإيرانيين والأمريكيين لضمان سرية اللقاء. وفي وقت لاحق قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل علني الشكر لعمان على دعمها.

كما تحدثت صحيفة القدس العربي (في 17 أغسطس2015)- اعتمادا على مصادر إيرانية، عن “اجراء محادثات أمريكية سورية بشكل سري برعاية سلطنة عمان في مسقط”. أما صحيفة “الشرق الأوسط” فنشرت خبرًا حول مساعي خليجية إيرانية لعقد لقاء بين إيران ودول الخليج في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل، وهو المقترح الذي “وجد ترحيبًا حارًا، من إيران وسلطنة عمان فيما تحفظت عليه ثلاث دول خليجية” تضيف ذات الصحيفة.

الرزانة والكتمان لمواجهة الأزمات

لم تقتصر الوساطة العمانية المتكتمة فقط على الأزمات الكبرى بل شملت الأزمات والصراعات الصغيرة. وكان لمسقط دور مهم في اطلاق سراح الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم المخطوفة في اليمن أوائل أغسطس الماضي، بعد أن كانت محتجزة منذ فبراير 2015. وأثنى حينها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دور سلطنة عمان في الإفراج عن الرهينة كما أصدرت الرئاسة الفرنسة بيانا تشكر فيه الملك العماني قابوس بن سعيد.

وكما هو الحال بالنسبة للأزمات الأخرى في المنطقة تتعامل مسقط مع الحرب الأهلية اليمنية برزانة وضبط النفس. فسلطنة عمان لم تشارك في العملة العسكرية “عاصفة الحزم” التي تضم تحالفا دوليا يتكون من عشر دول، ست دول منها خليجية، أو ضد جماعة “أنصار الله” الحوثية.

وحسب بعض المصادر فقد استضافت مسقط في الأسابيع القليلة الماضية لقاءا جمع ممثلين عن المتمردين الحوثيين، الذي يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، ومندوبين عن الولايات المتحدة. وأوضح يوسف علوي أن تحركات بلاده تنطلق من “رغبة عمان في أن يعم السلام في المنطقة”.

خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالعاصمة الألمانية برلين اعتبر يوسف بن علوي، أن “وجهات النظر بين عمان وألمانيا متطابقة فيما يتعلق بالقضايا الدولية وقضايا الشرق الأوسط على وجه الخصوص”.

وبالرغم من المصاعب الكثيرة المترتبة عن الأوضاع في سوريا وفي اليمن وفي فلسطين وليبيا ومناطق كثيرة، يمكن القول “إن هناك توجها عالميا بدأ يتطور من أجل ايجاد حلول سياسية ودبلوماسية لهذه المشكلات” كما يستخلص وزير الخارجية العماني الذي يقوم بزيارة إلى ألمانيا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى