افتتح في باريس فندق عائم يعتبر الأول من نوعه في فرنسا ، وقد يبدو ذلك خطوة جديدة قد تشكل مستقبل عالم العمارة والإنشاءات، يتميزالفندق بمحافظته على وضعه طافيا مهما ارتفع منسوب المياه التي يطفو عليها وتحيطه من كل الجهات.
وحسب مانويل اورتو في إدارة فندق أوف باريس سين العائم، فإن الزبائن تهافتوا قبل الافتتاح بستة أشهر للحجز في الفندق بسبب تميز المشروع الذي لم تتوقف الحجوزات فيه.
والطريف، أن الفندق العائم لا يعكس أجواء باريس المعهودة، حسب القائمين عليه، قدر ما يعكس أجواء نهر السين الذي شيد في قلبه.
ويقول المهندس المعماري صاحب الفكرة جيرار غونزاتي، المختص في كل ما يطفو على سطح الماء، «إنه التحدي الأصعب حتى الآن في مسيرته الطويلة، لكنه فخور بتحويل الفكرة إلى واقع».
يضيف: هناك الكثير من التصاميم لفنادق عائمة على صفحات الإنترنت، لكن الفرق أن فندقنا لم يبق مجرد رسم، لكنه تحول إلى حقيقة مرت بعدة مراحل وصعوبات حتى تمكنا من الوصول إلى هذه النتيجة.
و سبق لجيرار غونزاتي أن صمم مطاعم وسفنا وحتى مستشفى للأمراض النفسية، كما ينوي أن يُنشيء مصنعا عائما. خطوات تقود العالم إلى مستقبل لا مفر منه، على اعتبار أن مساحة الماء تمثل أضعاف اليابسة.
ويرى جيرار، أن تطوير الهندسة المعمارية العائمة خيار يتماشى مع متطلبات العصر فيما يخص التنمية المستدامة، خاصة لمشروع تطلب إنشاؤه أكثر من 10 ملايين يورو، ودقة في البناء وتقنيات خاصة لجعله يفوق وزنه أكثر من 650 طنا، يطفو فوق الماء، حتى وإن ارتفع منسوب مياه نهر السين إلى مستويات قياسية كما حدث منذ أسابيع.