أكدت نشرة ” أخبار الساعة “الإماراتية، أن التفجير الإرهابي الذي استهدف المدينة المنورة أمر جلل بحق وهو دليل على أن الإرهاب الأسود لا يميز بين حق وباطل ولا يراعي حرمة لأي شيء فلم يبق فعل مشين لم يقم به.
وقالت النشرة – الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “منحى جديد في تطور الإرهاب” ربما لم يكن أحد من المسلمين ولا حتى غير المسلمين يتصور أن يقوم بعض ممن يدعون الإسلام بتفجير إرهابي في مدينة رسول الله وقرب المسجد النبوي الذي لا تشد الرحال بعد المسجد الحرام بمكة إلا إليه وإلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف وفي الليلة الأخيرة من شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار .
وأضافت ” إنه لأمر عظيم أن تستباح الدماء في أقدس بقاع الأرض وأين؟ في أطهر الأماكن بل وعلى مقربة من قبر أعظم وأكرم البشر ” كيف يمكن لمسلم أو عاقل أن يتصور مثل هذا الإجرام الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ الإسلامي؟ .. إن هذا الأمر الجلل يتطلب موقفا صريحا وحازما وحاسما من الإرهاب والتطرف وكل من يدعو إليه أو يناصره أو يدعمه وهذا ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة التي أدانت بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الخسيسة التي طالت محيط المسجد النبوي الشريف وجدة والقطيف “.
وأشارت إلى تصريحات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في هذا الشأن ” إننا نقف صفا واحدا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية في تصديهم للإرهاب المجرم الذي يهدف إلى الترويع والتكفير والفتنة مؤكدا وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة وتضامنها التام مع قيادة وشعب المملكة الشقيقة في اتخاذ كل الإجراءات لاستئصال خطر الإرهاب الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والأمان ولا يراعي حرمة هذا الشهر الفضيل وقدسية المسجد النبوي الشريف وأماكن العبادة الأخرى التي يستهدفها بجرائمه “.
وقالت ” يبدو أن الإرهابيين أعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين بل حتى على الرسول الكريم كيف يمكن لمسلم أن يسمح لنفسه بقتل الأبرياء وتدنيس أشرف البقاع وهو يدعي بهتانا وزورا أنه يمثل أو ينتمي إلى هذا الدين العظيم الذي لا يقبل سفك الدماء البريئة تحت أي ظرف مطلقا .. كيف يمكن للمرء أن يتصور أن من بين أبناء جلدته من يقوم ذلك؟! إن التفجير الذي استهدف المدينة المنورة أمر جلل بحق وهو دليل على أن الإرهاب الأسود لا يميز بين حق وباطل ولا يراعي حرمة لأي شيء فلم يبق فعل مشين لم يقم به.
وأضافت ” إن استهداف الإرهاب للأماكن المقدسة وعدم مراعاته لأي حرمة وعدم ارتداعه أو تراجعه بعد كل ما سفك من دماء، تجعلنا أمام خيارات لا بد منها وهي أن هذا الإرهاب يجب التخلص منه إلى الأبد ويجب أن تستأصل شأفته فلا تقوم له قائمة .. ولا يجوز بعد اليوم وتحت أي ظرف أو أي عنوان أن ينظر إليه على أنه نتاج لظروف معينة من قبيل ما يسمى الاستبداد أو التهميش الاجتماعي أو حتى الفكر المتشدد أو غير ذلك .. صحيح أن هذه العوامل تعتبر عوامل مغذية للإرهاب وبيئة خصبة تساعد على انتشاره وتمدده ولكن الإرهاب لا يبرر مطلقا فالفقر والتهميش الاجتماعي ليسا جديدين وهناك أفراد وأمم وشعوب من المسلمين وغير المسلمين عانت وتعاني ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة ولكنها لم تلجأ إلى الإرهاب وقتل المدنيين من دون تمييز بل وهناك فكر متشدد في الأحكام والآراء الفقهية كان موجودا على مدار التاريخ الإسلامي، ولكن لم يكن يلجأ إلى العنف أو قتل الأبرياء أو استباحة الدماء أو تدنيس المقدسات بهذا الشكل الذي نراه اليوم.
واختتمت “أخبار الساعة” افتتاحيتها قائلة ” هذا يعني أنه لا بد من الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأبرياء وإثارة الفوضى والدمار وإلحاق الأذى بالمسلمين وغير المسلمين” .