نون والقلم

كرامة المواطن

حجة واهية تلك التي استندت إليها شرطة «آفون» الأميركية، فالزي العربي ليس غريباً على «كليفلاند»، واللغة العربية متداولة في شوارعها قبل مستشفياتها ومراكزها الطبية، منذ أكثر من ربع قرن، وهذه المدينة بفنادقها وشققها ووسائل مواصلاتها ومحلاتها التجارية تعيش في أمان مع آلاف المرضى والأسر العربية المرافقة، ولم تسجل أي وقائع تذكر، ولكن ما حدث مع المواطن أحمد المنهالي كان خارجاً على القانون والأعراف الأمنية وآداب التعامل مع البشر.

أخبار ذات صلة

في عام 1999 كنت في تلك المدينة، وكان أهلها سعداء بحركة الانتعاش الاقتصادي التي يشهدونها، ويتفاخرون بالسمعة التي رفعت من مستواهم المعيشي، وما وفرته المراكز الطبية من وظائف للسكان فاقت المصانع والمؤسسات القديمة، أكثر من 12 ألف وظيفة وفرتها الخدمات الطبية في ذلك الوقت، ترتب عليها بناء مراكز تجارية واتساع رقعة المدينة مع أبراجها الجديدة، وكانت الغالبية من المترددين والمقيمين لأشهر من العرب، ولن أقول من أبناء الإمارات فقط، فنحن أغلبية الأغلبية، كنا ومازلنا، ورأيت يومها رجالاً يلبسون الزي العربي «كندورة وغترة وعقالاً»، ورأيت نساء بالعباءات والبراقع، ولم أر غير الابتسامات على وجوه العاملين في الفنادق والمستشفيات!

رواية شرطة «آفون» ليست منطقية، وأفعالها مخالفة للقانون، خاصة تصويرهم للواقعة والسماح بتداولها بعد أن تبين لهم أن البلاغ كاذب والمشتبه به بريء، وأنهم قد أفرطوا في ممارسة حقهم، وتعسفوا في تعاملهم مع شخص قال لهم أكثر من مرة إنه مريض!

لقد أعطى سمو الشيخ عبدالله بن زايد بدبلوماسيته درساً لأولئك الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار أو التوضيح، وبهدوء استدعى القائم بأعمال السفارة، وبكل تحضر طلب من عمدة المدينة وقائد الشرطة الاعتذار رسمياً، فكرامة المواطن من كرامة الوطن، هكذا تعلمنا من قادتنا، وهذا مسلكنا.

شكراً عبدالله بن زايد

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى