التحالف مع الإرهاب
قمة الازدواجية في محاربة الإرهاب، نجدها عند الولايات المتحدة الأميركية، فهي تقود محاربة الإرهاب على مستوى العالم، عقدت المؤتمرات وشكلت لجان التنسيق، وأقامت مراكز مواجهة إعلامية وتثقيفية، وأطلقت فرقاً سرية لتصفية قيادات بعض التنظيمات، ومع ذلك، بل بعد كل ذلك، نجد الولايات المتحدة تتشارك مع جهات إرهابية دون خجل أو مواربة.
أميركا تصنف إيران علي قائمة الدول المساندة للإرهاب، ولكنها تساعد حشد سليماني الإرهابي في العراق، توفر له الغطاء الجوي والفرق الخاصة، ثم تدير ظهرها، وتغمض عينيها، فلا ترى ولا تسمع إرهاب سليماني وحشده الطائفي ضد المدنيين الأبرياء، ولا تدين الإعدامات الجماعية لسكان المدن والقرى السنية.
وأميركا تحتج على قرار البحرين بإسقاط الجنسية عن ذلك الشخص المحرض على الفتنة، والذي يدعو جهاراً إلى الإرهاب الطائفي، وتصدر بياناً، وتضغط سياسياً، وعندما يفجر أتباعه قنبلة فيقتلون امرأة ويصيبون ثلاثة أطفال، تصمت الولايات المتحدة، وكأن الأمر لا يعنيها.
نفاق سياسي، ورؤية مشوشة، وتلاعب في المواقف، واختلاط في الغايات والأهداف، هذا أقل ما يمكن أن يوصف به الموقف الأميركي، وهو موقف غير مفهوم، ونتائجه تضر الجميع، وأول المتضررين، ستكون الدولة الكبرى المتلاعبة بصداقاتها وتحالفاتها السرية قبل العلنية.
الإرهاب جريمة دولية، والإرهابي مجرم دولي، وسياسة إغماض عين وفتح عين لا تنفع، إنها سياسة فاشلة، وتجربة أفغانستان ماثلة أمامنا، هناك حيث صنع «الوحوش» في معسكرات «بيشاور» و«ممر خيبر»، ثم أطلقت لتهيم على وجوهها في العالم، فتضرب اليد التي مدت إليها، و11 سبتمبر 2001 ما زال حاضراً، والقاعدة وداعش شهود عيان، وسليماني مثال حي وقبيح.