نون والقلم

تسلط الشيطان في فتن آخر الزمان

قال الرسول عليه الصلاة والسلام : «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا « أُنبئنا عن هذه السلوكيات منذ أربعة عشر قرناً، وها نحن نعيش مُقدِمَاتها التي أطلَّت علينا بقُبح فِعلها في مشاهد لا تقّرُها أي أعراف إنسانية فما بالك بالقيم الدينية التي تُحرِّم مثل هذه الممارسات الخارجة عن تعاليمها، المُغضِبة لربها، والمؤذية لخلقه، ولكنها التحوُّلات التي أصابت المُجتمعات بحمى البعد عن تعاليم دينها، وسلَّمت زِمام أمرها إلى شيطانها الرجيم ، فاستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ حتى خِلنا نستوطن غابة سُكّانها وحوش ضارية استحلّت الدماء وكأنها ماء زُلال.
لقد تمكَّن فِكَر العُنف من مفاصل التعاطي اليومي بشكل مُخيف ، وما وصوله إلى ارتكاب قتل الأم الحنون إلا شاهد إثبات على أن حالته مُستعصية أخرجته عن كل سياقات المعقول، وفقدت معه بوصلة توجهها نحو اللاعودة؛ فالمُتتبع للحوادث الآنيِّة يجد أنها لا تتجاوز الأقارب من الدرجة الأولى بعد أن كانت هذه الصِّلة قيمة تتسم باللامساس ليس قتلاً فقط بل قولاً باللسان، فما الذي حدث لمُجتمع نُعت بالمُحافظ ، وقبلها مُطبق لشريعة الله؟! ومَنْ أوصل بعضاً من أبنائه للقفز على المُقدَّس؟! وكيف هي قلوبهم الجريئة التي تنصلَّت من الرحمة وأقدمت على مكافأة مصدر الحنان بهذه القسوة؟!
إن معالجة هذه الكبائر يجب ألاَّ تتوقف عند تنفيذ الحد الشرعي المُسْتَحَق في مُرتكبها، بل تُحتِّم علينا البحث عن جُذورها المُسببة لها، وقراءة دوافعها بموضوعية وتجرُّد، مبتعدين كل البعد عن المعالجات السطحية التي تهتم بالقشور وتُهمل اللب، وهذا لن يتأتى إلا من خلال بيوت خبرة مُتخصصة تقوم على تحليل المُشكلة علمياً بهدف تشخيص منطلقاتها الفكرية، ومعرفة أهدافها التي تسعى لتحقيقها، والوقوف على استراتيجياتها المُنفِّذَة لرؤيتها حتى نستطيع أن نواجهها بقوة لا تقل عن جرأتها التي قفزت على كل الثوابت الشرعية والعُرفية، ونئدُها في مهدها ونُخلِّص المجتمع من تداعياتها السلبية.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى