كيف تغفر ذنوبك كلها؟
هل تريد أن يغفر الله ذنوبك؟ هل تسعى إلى مغفرة ذنبك وسيئاتك؟
من المؤكد أن معظم الناس بل أكثرهم يسعون دائما إلى مغفرة ذنوبهم وخطاياهم. لكن كيف تغفر ذنوبك كلها خاصة ونحن على مقربة من نهاية شهر رمضان الفضيل. هذا الضيف الكريم. ما أسرع رحيله!
بشرى عظيمة إليك أيها المذنب التائب من ذنبك. فرصة ذهبية إليك أيها الباحث عن مغفرة ربك.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من صام رمضان وقامه، إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) – صحيح الترمذي.
نعم. أنها ليلة القدر فرصتك الذهبية. ليلة خير من ألف شهر يغفر الله – عز وجل- فيها لمن قامها إيمانا واحتسابا ما تقدم من ذنبه.
لكن. ما معنى: (إيمانا واحتسابا)؟
في هذا الحديث بشارة عظيمة مِن النبي – صلى الله عليه وسلم – لمن وفق لصيام شهرِ رمضان كله عند القدرة عليه، (إيمانًا واحتسابًا)، المراد من صامه تصديقًا بالأمر به، عالما بوجوبه، خائفا من عقاب تركه، محتسبا جزيل الأجر في صومه، وهذه صفة المؤمن؛ فمن صام رمضان على الوجه المطلوب شرعا مؤمنا بالله وبما فرضه الله عليه، ومحتسبًا للثواب والأجر من الله- فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.
ثم يبين النبي – صلى الله عليه وسلم – فضل ليلة القدرِ، وأن من أحيا هذه الليلة المباركة بالصلاة وتلاوة القرآن، غفر الله له ذنوبه السابق- غير الحقوق الآدمية؛ لأن الإجماعَ قائم على أنها لا تسقط إلا برضاهم- على أن يفعل ذلك “إيمانًا واحتسابًا”، أي: تصديقًا بفضل هذه الليلة، وفضل العمل فيها، وابتغاء لوجه الله في عبادته، حسبما ذكر في الموسوعة الحديثية (الدرر السنية).
وأخيرا. أكثر من قولك (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). وجدد نيتك وتوبتك إلى الله – عز وجل-، واجتهد واعمل طامعا في مغفرة الله – جل وعلا – طالبا رحمته وغفرانه، وقم هذه الليلة المباركة إيمانا واحتسابا لوجه الخالق – جل شأنه: –