نون والقلم

وضع الحدود لتضخيم مؤامرات اليهود

أُقدِّر في البَاحِثَة الجَادَّة الأُستَاذة «عائشة عبدالعزيز الحِشر» شَجَاعتها ومُبَادرتها، حِين أَقْدَمَت عَلى تَأليف كِتَابها الذي حَمل عنوَان: «خَلف أسوَار الحَرملك»، وهو مَجموعة أَورَاق، في تَأمُّلات حَال المَرأة وإنسَانيّة النِّسَاء..!
إنَّ الكِتَاب حَملَ الكَثير مِن الصَّوت العَالي، المُطالِب بالرَّفع مِن شَأن المَرأة، ومُحَاولة تَأصيل مَكانتها عَبر النّصوص الدِّينية الأَصيلَة، ولَيس مِن بَاب شرُوحَات وأقوَال بَعض الفُقهَاء، التي كَانت في أَغلبها ذكُوريَّة، ومُتحيِّزة ضِد النِّسَاء..!
بَين فَترةٍ وفَترةٍ، سأَعرض شَيئًا مِن أفكَار هَذا الكِتَاب، حَتَّى نَتجَادل حَولها، ونَلمُّ أعوَاد الحَطَب، لنزيد نِيرَان أفكَارها اشتِعَالاً، فرُبَّما عَدّلت تِلك الأفكَار مَائِلاً، أَو أَزَالت حَائِلاً بَين المَرء وإدرَاكه للحَقيقَة..!
إنَّ الأُستَاذة «عائشة»؛ حَاولت أَنْ تُؤصِّل النَّظرة الدُّونيَّة للمَرأة، مُؤكِّدة أنَّ هَذه النَّظرة انتَقَلَت إلينَا مِن اليَهود، وهَذا أَمر لَا يَتّفق مَع العَقل، وإنْ افترضنَا حدُوث ذَلك قَبل الإسلَام، أَلَم يَضع الإسلَام -حِين نَزَل- حَدًّا لهَذا الأَمر؟!
تَقول الأُستَاذة «عائشة»: (لَا يَخفى عَلى مَن يَقرأ كُتب التَّاريخ -تَحديدًا- أنَّ اليَهود هُم مِن ضِمن الذين صَدَّروا لجزيرَة العَرَب احتِقَار المَرأة، والنَّظر إليهَا عَلى أنَّها أُسُّ كُلِّ بَلاء في هَذا الكَون، إذْ سَاهمت الدِّيَانَة اليَهوديَّة مَع ديَانَاتٍ أُخرَى وَثنيَّة عَديدة، بدَورٍ مُهم في تَراجع مَكانة المَرأة -اجتمَاعيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا- مُنذ أَزمنةٍ بَعيدةٍ، بَعد أَنْ كَانت ذَات سيَادة ومَكَانة عَالية تَفوق سيَادة الرَّجُل، وأَوصَلَتْهَا سيَادتها تِلك في المُجتمعات المُوغلة في القِدم؛ إلَى أَنْ صَارت إلهًا تُعبَد عِند أُمَمٍ سَبَقت اليَهوديَّة)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نُؤكِّد أَنَّ حَلّ المَشَكلات لَا يَأتي مِن خِلال اتِّهام الآخرين بأخطَائنا، فنَحنُ -وإنْ كَان لَا يَربطنا باليَهود إلاَّ «إسماعيل وإسحاق»- مِن حَقنَا أَنْ نَتَسَاءل: مَا ذَنب اليَهود؛ حِين يُعَامِل الرَّجُل السّعودي زَوجته بقَسوَة و»جَلافَة»؟!

 

أخبار ذات صلة

Back to top button