نون والقلم

الصلح خير !!

الإمام علي بن أبي طالب له عبارة تقول (أعقل الناس أعذرهم للناس) ويقول المثل (العذر عند كرام الناس مقبول) وهناك مبدأ في السياسة أنه ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم ولكن مصالح دائمة وﻻيخفى على أحد أن هناك خلاف قائم بين تركيا ومصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وقد رفضت تركيا اﻻعتراف بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي واعتبرت ماحدث في مصر انقلاب عسكري وأن الرئيس الشرعي هو المخلوع محمد مرسي الذي صدرت بحقه عدة أحكام آخرها حكم مدى الحياة .
تركيا اليوم هي أيضا ضحية للإرهاب فقد تعرض مطارها إلى عملية إرهابية راح ضحيتها أكثر من 40 قتيل وعشرات الجرحى وقبلها أيضا تعرضت لعدة عمليات إرهابية من كلاب النار داعش ومن أيضا حزب العمال الكردستاني الذي يطالب في اﻻنفصال وقد حدثت أيضا تغييرات سياسية في تركيا حيث تم تغيير الدستور واستقالة رئيس الوزراء السابق أحمد أوغلو والتحول إلى النظام الرئاسي والرئيس أوردوغان اليوم يمسك بخيوط اللعبة السياسية في تركيا وهو صاحب القرار الأخير في تركيا ولعل هذه التغييرات جعلت تركيا تعيد النظر في سياستها الخارجية.
إن هذه التغييرات تتمثل في إعادة تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قطيعة دامت عدة سنوات وهجوم الجيش الإسرائيلي على السفينة التركية التي حاولت كسر الحصار على غزة وبعد اعتراف إسرائيل بقتلها لعدد من الأتراك كانوا من ركاب السفينة التركية وقبولها بدفع التعويضات المالية لهم عادت المياه لمجاريها مع إسرائيل . التغير الآخر في السياسة الخارجية هو اعتذار تركيا عن إسقاط الطائرة الروسية ودفع تعويضات لأهالي قائد الطائرة ومساعده وهناك لقاء في الأسبوع القادم بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي أوردوغان لإعادة العلاقات الروسية التركية لسابق عهدها والتي تأثرت كثيرا بعد التدخل الروسي السافر في الحرب الدائرة في سوريا .
أيضا من التغييرات المهمة في السياسة الخارجية التركية هي توجيه الحكومة التركية رسالة تصالح لمصر مفادها أن تركيا لم تعد تتمسك بالرئيس المخلوع محمد مرسي وإنها تجاوزت هذه العقدة وطلبت من مصر أن تضع قضية مرسي جانبا وأنه ﻻتوجد أي عقبات لعودة العلاقات بين تركيا ومصر بعد أن تجاوزت تركيا عقدة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حيث كانت مقرا له والأكيد إنها مستعدة لفك ارتباطها بهذا التنظيم وإﻻ لما بادرت لطلب المصالحة مع مصر وطوي صفحة التنظيم الدولي للإخوان ويبدو أن الوساطة السعودية قد نجحت في إزالة العوائق التي كانت تعترض العلاقات المصرية التركية. ﻻشك أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا سوف يدعم التحالف العربي الإسلامي العسكري وكذلك يدعم المعارضة السورية والإسراع في إيجاد حل للقضية السورية.أيضا عودة العلاقات بين مصر وتركيا يعتبر ضربة قوية لإيران ودورها المشبوه في المنطقة وأجندتها في التدخل في شؤون الدول العربية ودعمها المكشوف للجزار بشار وكذلك للحشد الشعبي في العراق والذي يعيث فسادا في مناطق السنة العرب بحجة مكافحة الإرهاب .
ﻻشك أن العالم مقبل على تغييرات سياسية وخاصة بعد خروج بريطانيا من اﻻتحاد الأوروبي واحتمال تفكك هذا اﻻتحاد مما يستوجب وجود تكتلات قوية تمنع حدوث أي انهيار أو تقسيم لدول المنطقة وأكبر ضمان لذلك هو التكتل العسكري العربي الإسلامي حيث تشكل مصر وتركيا أهم محاوره وعودة العلاقات بين مصر وتركيا يعطي قوة وثقل أكبر لهذا التحالف ويزيد من فرص حل القضية السورية والعراقية وتشكيل حائط صد أمام إيران والقوى الأخرى في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى