المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها وحتى اليوم، كانت ومازالت الداعم الأكبر والفاعِـل للقضايا العربية والإسلامية في شتى الميادين والمحافل الدولية: (سياسياً، واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وعلمياً وإنسانياً).
وأذكرُ أني أَدَرْتُ في محرم 1430هـ حواراً في الجامعة الإسلامية لمعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف حول المساعدات السعودية للدول والأقليات المسلمة أكد فيه بأنّ مجموع التبرعات المالية فقط التي قدمتها (السعودية) وصل إلى أكثر (100 مليار دولار) حتى عام 2007م، فلو أضفنا لها المليارات التي أُنـفِـقَـت بعد هذا التاريخ وفي جوانب أخرى سنكون أمام أرقام كبيرة جداً ، أنفقتها المملكة بسخاء لمساعدة الأشقاء!
ولأنّ عطاء بلاد الحرمين الشريفين لايَـجِـف ولاينقطع أبداً مهما كانت الظروف الاقتصادية التي تعيشها هاهي تواصل اليوم دعمها للشعوب العربية والإسلامية في مختلف أصقاع الأرض!
تفعل (السعودية) ذلك دون أن تُـتَـاجِـر به سياسياً أو إعلامياً، لأن أهدافها أخويّـة وسامية ونبيلة، ولأنها ملتزمة بسياسة الـنّـأْي عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول؛ إلا من خلال قنوات المساعدة، وإصلاح ذاتِ البَـيْـن كما صنعت في (مؤتمر الطائف 1989م) الذي أنهى الحرب الأهلية بين الأشقاء اللبنانيين.
وفي (القضية اليمنية المعاصرة)، ومنذ اشتعال الأحداث كانت (المملكة) داعمة للحلول السلمية بين اليمنيـيـن عبر العديد من المحاولات والمبادرات التي تُـوِّجَـت بالمبادرة الخليجية؛ لكن الحوثيين وبدعم عسكري مُـعلَـنٍ ومباشِــر من (طهران)، وقوات المخلوع صالح انقلبوا على الحكومة الشّـرْعِــيّـة؛ التي ما كان منها إلا طلب النجدة من الشقيقة الكبرى (السعودية) التي قَـادَت تحالفاً عربياً وإسلامياً؛ لإنقاذ اليمن وشعبه الطّـيّــب من خلال عاصفتي الحَــزم، ومِـن ثَـمّ الأمَــل التي تسعى لإعادة الإعمار والبناء.
ولأنّ (الرياض) وذاك التحالف هَـدفهم تحقيق الأمن والـسِّـلم في (يَـمَــنٍ مُـوَّحَـد ومُـتَـحد)، فقد دعمت الحوار بين مختلف الأطياف اليمنية، وفق القرارات الأمَـمِــيّـة والدولية، والمبادرات الصادقة؛ ولكن الحوثيين الذين لاهَـمّ لهم إلا تنفيذ أجندة (إيران) هاهم يسعون إلى إفشال ذلك الحوار، ووَأْد أية خطوة للحلول السِّـلميّـة، من خلال تعنتهم في محادثات الكويت، وممارستهم خَـرْق الهدنة، وقتل المواطنين اليمنيين الأبرياء في لَـحْـج ومأرب وتَـعْــز، وغيرها من المحافظات والمُـدن، وكذا إرسال صواريخهم إلى الحدود السعودية؛ لتطويل أمَـد الحَــرب، وتصويرها ظلماً وبهتاناً بأنها (سعودية يمنية)!
وهنا إذا كانت المؤسسات العسكرية والدبلوماسية تقوم بواجبها في إدارة القضية اليمنية بما يكفل (أمن اليمن واستقراره) فإن على وسائل إعلامنا أن تمارس دورها في نقل الحقائق للعالَـم الخارجِـي، والـردّ على تلكم الأصوات والأقلام الحاقدة التي تنتهِـز أيةَ فرصة للطَّـــعْــن في المملكة العربية السعودية، مُـشَـكّـكَـة بمواقفها الثابتة والعاقلة والصادقة في نصرة أشقائها.