نون والقلم

الصدمة

خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فاهتز العالم . بقرار من 4 في المائة من الشعب وليس قرار كل الشعب، وأيضاً ليس قرار الحكومة. السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء المنتخب من الشعب لهذا المنصب، قاتل بكل ما يملك، رافضا الاقتراح في البداية، ثم بالتحذير من قضية الخروج، ثم توضيح حسنات البقاء، ثم بالتخويف من الانهيارات التي ستشهدها المملكة العظيمة، واضطر إلى القبول بالاستفتاء معتمداً على شعبيته، فقالت ديمقراطيتهم كلمتها !!.

الذين أرادوا البقاء في الاتحاد الأوروبي سيخضعون لرأي الأغلبية، رغم أنهم ليسوا قلة، 48 في المائة من المواطنين في أي بلد ليسوا قلة، ولكنها حياتهم التي اختاروا كيف يعيشونها، وقوانينهم التي يحترمونها.

لن يحمل إنجليزي « أهبل » سيفه معلناً التمرد، ولن يظهر سياسي «موجه» بخطاب ناري على شاشات التلفزيون محرضاً الناس على التظاهر وإحداث فوضي شاملة، ولن يركب جندي دبابته ليعزل الحكومة الفاشلة، ليس لأن الإنجليز عاقلون، وليس لأن الإنجليز كما يقال عنهم، باردون، بل لأنهم يخضعون لشروط اللعبة، لعبة الحظ، ولعبة السياسة، ولعبة الشعارات، ولعبة إثارة العواطف، وقد اختصر كاميرون تلك الشروط، وقدم استقالته، لأنه انهزم، وعليه أن يخضع للشروط التي جعلت منه رئيساً للوزراء.

ما حدث حتى الآن ليس سوى مقدمات، فالعالم بدأ يومه صباح يوم الجمعة الماضي، على صدمة، ولم يستوعب جيداً ما حدث، ومع ذلك كان الاهتزاز قوياً، فالجنيه الإسترليني يتدهور، وبورصة لندن تهوي ومعها بورصتي نيويورك وطوكيو، والنفط يهبط والذهب يرتفع، هو يوم واحد يعكس صورة مبدئية للقادم، وهذا الهدوء الذي رأيناه يوم أمس وسيستمر اليوم، ناتج عن الإجازة الأسبوعية، وللإثنين قول آخر، فأحجار « الدومينو» لم تتساقط بعد، والعالم يترقب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى