الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مشروع إلهي أزلي سرمدي منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الخليقة وإلى يومنا هذا ومستمر إلى أبد الآبدين, وقد أوكلت مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الأنبياء والرسل والأئمة والصالحين من بعدهم, وكل من سار على هذا النهج الإلهي ممن نذر نفسه من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل وكشف زيفه ودسائسه حتى وإن كان هذا الباطل قد إرتدى لباس الدين والمذهب, فقول الحق والنطق به ولو كان على نفس الإنسان هو أمر إلهي . قال العزيز الحكيم في محكم كتابه الكريم في سورة النساء في الآية 135 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرً}.
وهنا نرى وبكل وضوح الأمر الإلهي بضرورة الشهادة بالحق ولو على النفس أو الوالدين أو الأقربين مهما كان العنوان وصلة القرابة فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقول الحق واجب شرعي يلزمنا الله سبحانه وتعالى به, فما بالك إذا كان قول الحق بكشف ويفضح المتسترين بالدين الذين يضلون الناس عن جادة الصواب أصحاب المؤسسات الكهنوتية الفرعونية؟ الذين أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والكتب السماوية من أجل إبعاد الناس عنهم وكشفهم وفضحهم ؟
وهنا نتسائل ألا يجب قول الحق بشأنهم حتى وإن كانوا يحملون كذباً وزيفاً بعناوين شتى تحمل طايع القدسية والتي جاءت نتيجة التسلط على الأموال وشراء الذمم؟ حتى وإن كانوا يدعون كذباً وزيفاً الدين والمذهب ؟ ألا يجب فضحهم وكشفهم للناس من أجل تطهير الدين والمذهب من براثن هؤلاء المنتفعين السلطويين الذين إتخذوا من الدين والمذهب سلماً يتسلقون من خلاله إلى المكاسب والمناصب والأموال السحت والحرام ؟ فمثل هؤلاء يكون قول الحق فيهم وكشفهم هو قمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لذلك نجد إن مثل هكذا مؤسسات كهنوتية ومن يمثلها من شخصيات غامضة قد أضمرت العداء والبغض علناً على كل خط إصلاحي وعلى طول التاريخ, وحتى في عصرنا الحاضر فنجد هناك خطين, خط يمثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخط معادِ له لان الخط الأول لا يهادن ولا يجامل بقول الحق وكشف الحقائق للناس حتى وإن كانت هذه الحقائق تطيح بأسماء ورموز احتلت ظلماً بفضل الدعم اللوجستي القادم من المحتل والإعلام المزيف والمسيس صدارة المواقع والعناوين الدينية والمذهبية , لأن الدين والمذهب أَجَلْ وأرفَعْ من هذه الشخوص وتطهيره منها لفسادها بكل النواحي ضرورة شرعية كما أكد النص القرآني الشريف على ذلك, ولعل من الشواهد الحية التي عشناها كمجتمع عراقي لامست واقع هذه القضية هي مؤسسة السيستاني التي أضمرت العداء و البغضاء بحق كل المصلحين العراقيين الذين لم يها\دنوا في قول الحق وكشف الباطل, هذه المؤسسة التي أسست في السابق الى العداء لفيلسوف العصر السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي أطاح بإمبراطوريتها العاجية في عصره من خلال كشف خوائها العلمي وكانت النتيجة هي التآمر عليه وقتله.
تلك المؤسسة التي تآمرت على الشيخ أو الميرزا الغروي الذي فضحها وكشفها عندما أفتى بحرمة تقليد السيستاني لأنه غير عالم وغير مجتهد ولا يجوز تقليده ولا إتباعه, فكانت النتيجة أن يتم اغتيال الشيخ الغروي ومن بعده البروجردي الذي سار على خطاه, ومن ثم تحول السيستاني ومؤسسته إلى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر الذي فضح هذه المؤسسة وأكد إنها أولا هي من قتلت الشيخ الغروي والبروجردي وثانياً عمالتها للنظام الحاكم وثالثاً اماط اللثام عن برقعها الخداع في العلم الزائف, فكانت النتيجة هي التآمر عليه وإغتياله.
ولم يتوقف عداء هذه المؤسسة للمصلحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر قائلي الحق, بل تعداه إلى المرجع العراقي العربي المعتدل السيد الصرخي لأنه أطاح بمؤسستهم وكشف زيفها وفي كل النواحي, فكانت النتيجة التآمر عليه وعلى أتباعه وما مجزرة كربلاء بحق أتباعه في صيف 2014م والتي أرتكبت بفتوى من السيستاني ووكلائه إلا خير شاهد على ذلك العداء, فكانت ولا زالت هذه المؤسسة الكهنوتية الفرعونية تتآمر على المصلحين والسبب في ذلك خوفاً على مكانتها ومنصبها الذي من خلاله تجني الأموال وتحصيل المناصب والسمعة والجاه والسلطة, وقد شهد المرجع العراقي الصرخي بهذه الحقيقة خلال المحاضرة الرابعة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي, حيث قال …
( ناصبني السيستاني وأصحابي وأضمر لي العداوة, فناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني ناصبوا الصدر الأول وأضمروا له العداوة, فناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الصدر الثاني وأضمروا وأظهروا له العداوة, وناصب السيستاني الشيخ الغروي فأضمروا وأظهروا له العداوة حتى أدو به إلى الموت وناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الشيخ البروجردي وأضمروا وأظهروا له العداوة حتى قتلوه وهكذا في باقي العلماء الذين تآمروا عليهم ولا زالوا يتآمرون على الآخرين, إذن من يرفض الرضوخ لهم ومن يظهر علمه ولا يُسلب نور الإيمان ولا يدع الجهاد ولا يدع أمر الله فسيجد العداوة من هؤلاء, سيجد الحرب من هؤلاء, سيجد التشويه والتشويش والتآمر والمكر والكيد من هؤلاء )
والسبب في ذلك واضح وكما بينه المرجع الصرخي وكما يُبته واقع الحال, لأنها مرجعية ومؤسسة فاسدة ومفسدة, مرجعية إحتلال وفساد, مرجعية ضالة ومضلة, مرجعية تسعى لكسب المال الحرام, مرجعية لا تريد أن يفتضح أمرها ويماط اللثام عن حقيقتها الخاوية والفارغة من العلم , مرجعية لا تريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تريد الحق ولا من ينطق به, فتآمرت على المصلحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر خوفاً على نفسها وعلى مصالحها.