ارتسم الفرح على وجهه، وكان سعيداً وهو يتحدث عن الصدفة التي عاشها قبل لحظات.
هو محمد بن زايد، قلب يمتلئ بالمحبة، وينثرها علينا، حتى نتعلم، ونعرف كيف تتجمع صفات الخير و الوفاء مع القيادة.
درس لا نلتفت له نحن الذين لا يشغلنا ما يشغله، مسؤولياتنا لا تساوي ذرة من مسؤولياته، ونحن الذين إذا أدرنا شأن خمسة أفراد تأففنا، وهو الذي يقود وطناً، ويحمل هم منطقة وأمة، يتوقف أمام ذكرى، ويزرع فينا قيمة من قيم الرجال الأوفياء، يقول لصغيرنا قبل كبيرنا، إن هناك وشائج تربط الناس بالناس، وتربط القيادة بالناس، وتربط الناس بالقيادة.
لم يحتفظ سموه بالصدفة التي أسعدته، فنقلها لكل الذين يحضرون مجلسه، أراد أن يشاركهم فرحه، وأن يقدم لهم الأستاذ الذي علمه في صغره، تلك كانت الصدفة التي أسعدته، فقد فوجئ به بين الحضور، ومعها كان التقديم والتقدير والاحترام، الشيخ محمد بن زايد، قدم للأستاذ أحمد مندي، شهادة لا تقدر بثمن، ولا ينالها كثيرون، سيفتخر بها هو وأبناؤه وأحفاده.
نحن نعيش في وطن الاطمئنان، من بعد الأمن والأمان، ومن بعد الريادة والسعادة، ننتقل إلى مرحلة اطمئنان على حاضرنا ومستقبلنا، كيف لا، ونحن في كل يوم وكل مناسبة نشهد حدثاً لا يتكرر في غير هذه الأرض، كيف لا، ونحن لدينا شيخ مثل الشيخ محمد بن زايد، يفرح إذا فرح شعبه، ويسعد إذا أسعد ناسه، ويتشارك مع الجميع لحظة سرور وسعد، ولا ينسى أبداً لحظات الحزن، فهو الصدر الدافئ عند الملمات، يواسي ويخفف ويطيب الخواطر.
اللهم احفظ هذه البلاد من كل شر، واحمها من كيد الكائدين، وحصنها ضد شرور الحاقدين، وسدد خطى قادتها، وارحم مؤسسها في ذكرى رحيله، وأدم علينا نعمة الاطمئنان التي أنعمت بها علينا.