قال الشاعر القروي :
إذا عصف الغرور برأس غر توهم أن منكبه جناح
هناك عبارة إيطالية تقول (المغرور ديك يعتقد أن الشمس تشرق كل صباح لكي تستمتع بمهارته في الصياح) فقد أقام النظام الإيراني ومندوبه السامي قاسم سليماني الدنيا ولم يقعدوها احتجاجا واعتراضا على إسقاط مملكة البحرين الجنسية عن رجل الدين رئيس جمعية الوفاق البحرينية عيسى قاسم بسبب دوره في خلق بيئة طائفية متطرفة وتواصله مع منظمات وجهات معادية للمملكة والمقصود هنا نظام الولي الفقيه في إيران والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني وهو حق مشروع لمملكة البحرين للمحافظة على أمنها واستقرارها الذي يعمل رجل الدين عيسى قاسم علي زعزعته وإثارة فتنة طائفية فيها.
الجدير بالذكر أن رجل الدين عيسى قاسم حصل علي الجنسية البحرينية سنة 1963 يعني بالتجنيس وليس بالتأسيس وفي هذه الحالة إسقاط الجنسية أسهل كما هو معمول به في الكويت وقد مارس عيسى قاسم أنشطه دينية وسياسية معادية للنظام الحاكم في مملكة البحرين وقد كان لخطاباته النارية التحريضية التي كان يلقيها في جمعية الوفاق آثار مدمرة فقد استشهد 19 من رجال الأمن في البحرين لأنه كان يحرض على قتل رجال الأمن فهو يعتبر المسؤول الأول عن اﻻضطرابات في البحرين وطبعا تصريحات المسؤولين الإيرانيين على هذا الإجراء البحريني لم يأت من فراغ فرجل الدين الطائفي عيسى قاسم يعتبر أحد أعمدة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة وبوق من اأبواق الإله الإعلامية الإيرانية.
اللافت في هذه القضية هو التصريح الناري الذي أطلقه المجرم قاسم سليماني حيث هدد دول مجلس التعاون الخليجي وحذر في تصريح لوكالة (يونيوز) الإيرانية من أن التعرض لحرمة رجل الدين البحريني عيسى قاسم هو خط أحمر !! يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقه بأسرها وإن استمرار الضغوط الخارجة عن تحمل الشعب في البحرين ستكون بداية ﻻنتفاضة دامية تعرض أمن واستقرار البحرين للخطر . واضح من ردود الفعل الإيرانية على كل المستويات أن إيران قد نصبت نفسها وصيا على المنتمين للطائفة الشيعية الكريمة رغم أن هؤﻻء هم مواطنين في دول الخليج وغالبيتهم انتماؤهم ووﻻؤهم لدولهم التي يعيشون بها ماعدا قلة من هذه الطائفة التي هي في الأصل عربية وليست إيرانية قد انساقت وراء الشعارات الزائفة والبراقة للنظام الإيراني وأصبحوا أدوات وخلايا في دول الخليج تحركهم إيران كيفما تشاء وتعتبرهم وقود ﻻضطرابات طائفية تثيرها هنا وهناك لتحقيق هدف عنصري ليس له علاقة بالإسلام من قريب وﻻبعيد وهو إحياء الإمبراطورية الفارسية التي هي عشم إبليس في الجنة وﻻ وجود لها إﻻ في العقول المريضة لقادة النظام الإيراني.
إن النظام الإيراني يحلل لنفسه مايحرمه على غيره فهو يتدخل في شؤون الدول العربية مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن وكذلك مملكة البحرين وبقية دول مجلس التعاون وﻻيقبل أن يتدخل اأحد في شؤونه الداخلية ويدعم المعارضة الإيرانية فأكثر من نصف الشعب الإيراني تحت مستوى خط الفقر بسبب الأموال التي تبعثرها إيران على التنظيمات الإرهابية والحروب العبثية في سوريا والعراق واليمن وأيضا ترفض أي دعم لأهل الأحواز الذين يعيشون تحت الاحتلال الإيراني منذ 90 سنة تقريبا بعد أن احتلها شاه إيران رضا بهلوي سنة 1925 بدعم مكشوف من بريطانيا .
نقول للنظام الإيراني والمندوب السامي له قائد لواء القدس المجرم قاسم سليماني الذي ﻻ يعرف الطريق للقدس كفى غطرسة وبلطجة وغرورا وتصريحات نارية استفزازية تزيد من التوتر في المنطقة وتعرض الأمن واﻻستقرار بها للخطر فهذه السياسة الهوجاء المتهورة تعرض أيضا أمن واستقرار إيران للخطر لأن النار التي تلعب بها إيران سوف تحرقها قبل غيرها وهاهو اليوم الشعب العراقي يعاني من الممارسات الإجرامية والوحشية للحشد الشعبي الذي هو النسخة الشيعية لكلاب النار داعش وسوف يثور الشعب العراقي والإيراني على الاحتلال الإيراني وسوف ينقلب السحر على الساحر فهل يثيب نظام الولي الفقيه إلى رشده ويغلب لغة العقل والحكمة ويكف عن طيشه وتهوره وإصراره على إشعال حرب طائفية تعرض أمن واستقرار المنطقة برمتها للخطر ويكون المستفيد الوحيد من تشرذم المسلمين وتمزقهم هو الكيان الصهيوني المسخ والدول الكبرى التي تريد أن تنهب وتستنزف ثروات وخيرات دول المنطقه وتحولها لدويلات متناحرة.
43 2 minutes read