نون والقلم

مرجعية الشيطان وشيطان المرجعية

مكر الشيطان وغروره وحبائله متعددة وتصل إلى أي شخص مهما كان مستواه العلمي والأخلاقي ومهما كانت درجة الرقي والإلتزام الديني التي يتمتع بها الشخص عالية ومتينة, ومهما عظمت منزلة الشخص فإن الشيطان يكمن له على طريق الدنيا الموصل إلى الآخرة ويبقى يوسوس له ويغويه ويغرر به، فالشيطان قد أحب خصال كانت موجودة في الأنبياء والرسل, وكان يستمتع بها لأنها تحقق له ما يصبو له, وما حصل مع نبي الله يحيى «عليه السلام» خير شاهد, فبالرغم من أن الشيطان لم يتمكن من إغوائه بارتكاب المعاصي والعياذ بالله إلا أنه أحب خصلة فيه وهذه الخصلة حرمت نبي الله من أداء الكثير من العبادات ألا وهي كثرة الأكل بعد الإفطار كما ورد في الرواية عن الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه «عليهم السلام» في حديث مكالمة يحيى مع إبليس إلى أن قال « قال يحيى فهل ظفرت بي ساعة قط, قال لا , ولكن فيك خصلة تعجبني قال يحيى, فما هي ؟!, قال أنت رجل أكول فإذا أفطرت وبشمت – إتخمت من كثرة الأكل – فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل, قال يحيى فإني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه, قال له إبليس فإني أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى ألقاه ثم خرج فما عاد.« المصدر / مستدرك الوسائل ج16 ص216»

أخبار ذات صلة

وهنا نلاحظ كيف إن الشيطان أحب خصلة في نبي مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى وعلى الرغم من أنها لم تكن خصلة محرمة ومع ذلك كان الشيطان يُحبها واستطاع أن يجعل منها ثغر في أبعاد المخلوق عن الخالق جل وعلا وعن عبادته, فما بالك بالإنسان الذي هو أقل مرتبة من النبي أو الإمام المعصوم ؟ فما هي الخصال التي يتمتع بها والتي يُحبها الشيطان ويستغلها ؟ حتى يُصبح هذا الإنسان عبارة عن شيطان بهيئة إنسان ؟! ومن أمثلة تلك الخصال السكوت عن الحق, وتغيير سنن الله سبحانه وتعالى, الفسق الظاهر, والعصبية الشديدة, وأكل المال الحرام والرشا والتكالب على حطام الدنيا وحرامها, خصوصاً عندما تجتمع تلك الخصال في شخص يرتدي العمامة ويدعي المرجعية ويعطي لنفسه منصب ومكانة الإمام أو نيابة الإمام العامة !! فكيف سيكون مثل هذا الشخص محبباً ومقبولاً عند الشيطان ؟ بل إن الشيطان يحتاج إلى هكذا شخص ويعتمد عليه في إضلال الناس وإبعادهم عن جادة الصواب والخير والصلاح, بل إن هذا الشخص يُصبح شيطاناً من شياطين الإنس.

وما أكثر تلك الشياطين في العراق وعلى رأسها وفي مقدمتها مرجعية السيستاني التي أصبحت بؤرة للفساد الأخلاقي والمالي, وقلبت سنن الله سبحانه وتعالى عندما حولت المحتل الكافر إلى ولياً حميماً وصديقاً ومنقذاً ومخلصاً, وأخذت الرشا من المحتل, وشرعنت للفاسدين والمفسدين كل سرقاتهم ومفاسدهم ومنذ اللحظات الأولى التي أوجبت فيها إنتخابهم, إمضائها لكل المفاسد الأخلاقية التي أصبحت أشهر من نار على علم حيث الزنا والأفعال الإباحية لوكلائها في العديد من المحافظات العراقية أمضت ذلك بسكوتها عن تلك الأفعال المخلة بالحياء والأخلاق والشرع, إمضائها وإباحتها للأعياد الوثنية من عيد الحب والفالنتين وما إلى ذلك من مسميات حيث التغرير بالشباب, حتى أصبحت هذه المرجعية عبارة عن مصدر تشريع للفكر الشيطاني ومن حبائله المتينة في الوسط العراقي, مرجعية عرفت بفسقها المعلن بحيث تسلب الناس الآخرة وتجرهم إلى النار, وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث « السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد » والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي للعقائد والتأريخ الإسلامي …

( تكديس الأموال، سرقة الأموال، ارتكاب المحرمات والإباحيات، وموالاة المحتل وتشريع الاحتلال وتشريع الفساد، وتسليط الفُسَّاد والفاسدين، وسرقة الأموال وزيادة الأرصدة في البلدان الغربية، والمتاجرة بدماء الأبرياء وتدمير البلاد وسفك الدماء بين الإخوان، بين أبناء الشعب الواحد، بين أبناء الدين الواحد، بين أبناء المذهب الواحد، بين أبناء العشيرة الواحدة، بين أبناء البيت الواحد، أليس هذا من الفساد؟ أليس هذا العلم وهذه المعرفة بهذه المنكرات من ضرورات وضروريات العلم وبديهيات العلم والمعرفة؟ أليس من اليقينيات؟ أليس من يفعل هذا فاسق حتى لو ارتدى العمامة حتى لو انتسب واقعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فكيف إذا كان مدَّعي النسب؟!….(…)…. هؤلاء المراجع هذه العمائم التي أضلَّت الناس يقول الإمام العسكري (عليه السلام): ((.. وَهُم أَضَرُّ عَلَى ضُعَفَآءِ شِيعَتِنَا مِنْ جَيْشِ يَزِيدَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَصْحَابِهِ فَإنَّهُمْ (أي جيش يزيد) يَسْلُبُونَهُمْ الأَرْوَاحَ وَ الأَمْوَالَ ( وهؤلاء يسلبونهم الآخرة يسلبونهم المصير يسلبونهم الحياة الدائمة ) وَهؤُلاءِ عُلَماءُ السُّوْءِ النَّاصِبُونَ المُتَشَبِّهُونَ بِأَنَّهُمْ لَنَا مُوَالُونَ وَلأَعْدَائِنَا مُعَادُونَ!!! يُدْخِلُونَ الشَّكَّ والشُّبْهَةَ عَلَى ضُعَفَآءِ شِيعَتِنَا!!! فَيُضِلُّونَهُمْ وَيَمْنَعُونَهُمْ عَنْ قَصْدِ الحَقِّ الْمُصِيبِ..)) وأين النتيجة؟ إلى نار جهنم يأخذون بهم إلى النار !!! )

وهذه هي حقيقة مرجعية السيستاني ومؤسسته الكهنوتية التي تسترت بالدين بحيث خدمت الشيطان خدمة كبيرة في إضلال الناس وإبعادهم عن الحق وعن طريق الصواب, بل إنها قامت بدور الشيطان وتقمصت شخصيته بكل دقة, فكانت مرجعية له في إيجاد الخصال التي يُحبها وبالجملة, والسيستاني هو شيطان هذه المرجعية الشيطانية التي ارتدت العمامة من أجل التغرير والخداع والنفاق والتستر بالدين, فكانت بحق هي مرجعية الشيطان وشيطان المرجعية.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى