دنيا ودين

قصة حياة «زيد بن حارثة»

جاء ذكر اسم زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم تكريمًا له.
وتبدأ قصة زيد بن حارثة حينما كان بصحبة أمه في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلامًا صغيرًا واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد”رضي الله عنها” فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وتمضي الأيام وفي موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره، وكان زيد يحظى عند النبي صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة، لدرجة أنه كان يقال عنه: ((زيد بن محمد)).
ادعوهم لآبائهم
ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في القرآن الكريم آيات بتحريم التبني فأصبح بعدها زيد يسمى زيد بن حارثة، ((ادعوهم لآبائهم)): ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)).
وكذلك كان زيد يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًا كبيرًا وجاء والده وعمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضان عليه افتداء زيد بالمال، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: ((ادعوه فخيراه فإن اختاركما فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني)) وقال زيد: ((والله يا رسول الله أنت مني بمنزلة الأب والعم وما أختار عليك أحدًا قط)) فقال له والده: ((أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك يا زيد؟)) وهنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا أيها الجمع أن زيدًا ابني يرثني وأرثه)) وكان ذلك قبل تحريم التبني ومضى والد زيد وعمه وهما في اطمئنان عليه، وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد ابنة عمته زينت بنت جحش”رضي الله عنها” ثم طلقها زيد فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من بركة الحبشية حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم “أم أيمن” وولدت له ابنه أسامة. وزينب بنت جحش هي أم المؤمنين التي نزل فيها قرآن كريم بتزويجها من النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها زيد.
شهوده الغزوات
شهد زيد غزوة بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر، أسامة بن زيد بن حارثة وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه وهي من أوائل المسلمات وقد كان صلى الله عليه وسلم يحبها حبًا كبيرًا، وهكذا كان أسامة بن زيد مسلمًا منذ ولادته وتربى على أخلاق الإسلام العظيمة وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم عنه: ((أسامة أحب الناس إليَّ)). ولمكانة أسامة بن زيد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن سرقت المرأة المخزومية فقالت قريش: ((أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه فيها حتى لا تقطع يدها))، وحين كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة قال له صلى الله عليه وسلم: ((أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟)) وقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال مغاضبًا “على سبيل الفرض والمثال”: ((وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)) “رواه البخاري”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى