ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالذين حرفوا كلام الله عز وجل شأنه، لن يتوانوا عن تحريف أي قول ما دامت مصالحهم تتحقق.
إنهم الإخوان، سوابقهم تشهد عليهم، أخذوا سور الكتاب المطهر وآياته وكيفوها على هواهم، فسروها بخلاف كل التفاسير، وتقولوا على الحق تبارك وتعالى، وأسندوا إلى المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ما يخدم حزبهم.
وهذا ما فعلوه قبل أيام مع محاضرة الدكتور أنور قرقاش، فأخذوا جملة وبنوا عليها أماني هم يتمنونها، ودقوا الأسافين.
المطاردون من تنظيم الخزي والعار السري، أولئك المختبئون في لندن واسطنبول، وخلفهم المستترون في السعودية ودول أخرى خلف مسميات وصفات، ومن بعدهم المتمذهبون في بلاط التآمر الطائفي، أتباع إيران والبنا، يلتقون كثيراً في السنوات الأخيرة، خاصة عندما يكون الهدف جبهة الصمود العربية، هذا التحالف الذي قطع أحلامهم، وأوقف أوهامهم، وشتت شملهم، فأفشل مخططاتهم.
أمام صاحب القرار والموقف، الحازم الحاسم، وزارع الأمل، وفي مجلسه حفظه الله، في مجلس القائد محمد بن زايد تحدث الوزير، بتواضع وسلاسة طرح محطات «الضرورة» التي استدعت مواجهة الطامعين في اليمن، منذ لحظة اتخاذ القرار وأسبابه، وحتى تحرير وتخليص غالبية أرض اليمن من عنصرية التابعين للأغراب، إلى التصدي للإرهاب في المكلا، حديث من القلب، يحمل رؤية حاسمة للحظة فارقة، دون تفاخر أو ادعاء، ودون وصاية أو فرض إرادة، الأهم انتهى، قواتنا الباسلة أدت مهامها، هكذا قال، ولم يقل سننسحب، ولم يشر إلى انتهاء دور قوات التحالف في مواجهة الإرهاب، والإرهاب في اليمن يشمل القاعدة والحوثيين وعلي صالح وكل الذين خرجوا على الشرعية، وترك الجانب السياسي في يد اليمنيين، فهم الذين سيرتبون بيتهم من الداخل.
ظنوا، وقد خاب ظنهم، أن الفرصة قد حانت لضرب التحالف الذي غير موازين القوى في المنطقة، فحرفوا، وزادوا، وأولوا، وذهبت أمانيهم أدراج الرياح!