أنهت منذ قليل «المحكمة العليا» الإسرائيلية، الجلسة الخاصة ببحث الالتماس المقدم للإفراج الفوري عن الأسير الفلسطيني «محمد علان»، 30 عاما، المضرب عن الطعام منذ 64 يوما على التوالي، رفضاً لاستمرار اعتقاله الإداري، دون اتخاذ أي قرار رغم تدهور وضعه الصحي بشكل خطيرا جدا .
مهدد بالموت
صرحت المتحدثة باسم المستشفى الإسرئيلي«برازيلاي» في مدينة «عسقلان»:« ان الحالة الصحية للأسير محمد علان لا زالت صعبة ، وهو بوعيه ويتنفس ذاتيا ويتلقى علاجا بواسطة السوائل والأدوية الضروية، لمساعدة أعضاء الجسد لأداء وظائفها الأساسية».
وقالت «سوسن زاهر» محامية الأسير الفلسطيني إنه «لا شك بوجود ضرر دماغي، ولا نعلم إذا كان سيتعافى منه خلال أسابيع أو أشهر».
ورد القاضي، «حنان ملتسر»، على أقوال المحامية «هذا الضرر نتيجة الإضراب عن الطعام وليس نتيجة الاعتقال»، حسبما ذكر موقع «الأخبار».
تلف دماغي
وكان رئيس نادي الأسير الفلسطيني« قدورة فارس»، قد أفاد بأن نتائج فحوصات الأسير المضرب عن الطعام محمد علان أوضحت أنه يعاني من تلف دماغي نتيجة الإضراب.
وأشار «فارس» في بيان صحفي، اليوم، الى أن «علان كان قد تعرض صباح اليوم لانتكاسة صحية، وبعد الفحوصات التي أجريت له من قبل طاقم طبي، بمستشفى برزلاي الإسرائيلي في مدينة عسقلان، تبين أن دماغه أصيب بضرر».
وطالب «فارس» الحكومة الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن «علان»، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عما وصل إليه الأسير الفلسطيني، مؤكداً أن «أي مماطلة مقصودة الآن من شأنها أن تفاقم من الوضع الصحي لعلان».
وفي تداع سريع، وكما يرى أطباء ، يبدو أن حالة علان وصلت ذروة الخطر، فما أصابه من رعشات وتوقف مفاجئ في عمل الرئتين أربك مصلحة السجون الإسرائيلية، التي أعلنت الاستنفار وإغلاق بعض الأقسام تحسبا لأي احتجاجات في صفوف الأسرى في السجون.
الإفراج الفوري أو الإضراب
رفض الأسير الفلسطيني «علان»، مقترح النيابة العسكرية الإسرائيلية اليوم، والقاضي بإطلاق سراحه مطلع نوفمبر مقابل وقف إضرابه، وأصر على الإفراج الفوري.
وأبلغ محامي الأسير، «جميل الخطيب»، اليوم، أن «علان» رفض مقترح النيابة العسكرية الإسرائيلية القاضي بإطلاق سراحه مطلع نوفمبر المقبل وعدم تجديد اعتقاله إدارياً مقابل فك إضرابه، حسبما صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين «عيسى قراقع».
اشتعال التظاهرات
شهدت الليلة الماضية تظاهرات تضامناً مع «علان» في عدة مدن وقرى داخل أراضي الفلسطينية المحتلة، بينها كفر قاسم، وام الفحم، كفر كنا، رهط، وحي وادي النسناس بمدينة حيفا.
يذكر أن الأسير «علّان» استيقظ من غيبوبته، أمس، وأعلن فوراً أنه ماضٍ في إضرابه حتى ينال حريته، رافضاً أي مقترح يقضي بإبعاده، رغم أن الأطباء أكدوا أنه ما زال مصنفاً ضمن حالة الخطر، وأن احتمال الوفاة المفاجئة ما زال وارداً.
وأعلن علان أمام الأطباء أنه في حال لم يكن هناك أي حل لقضيته خلال 24 ساعة، سيطلب إيقاف جميع أنواع العلاج وسيمتنع عن شرب الماء.
الاعتقال الاداري
الاعتقال الإداري هو قرار اعتقال تقره الاستخبارات الإسرائيلية بالتنسيق مع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، لمدة تراوح بين شهر إلى 6 أشهر، ويقر بناء على «معلومات سرية أمنية» بحق المعتقل.
ويجدد الاعتقال حال إقرار قائد «المنطقة الوسطى» بأن وجود المعتقل ما زال «يمثل خطراً» على أمن «إسرائيل»، ويعرض التمديد الإداري للمعتقل الفلسطيني على قاضٍ عسكري لتثبيت قرار القائد العسكري، ولإعطائه «صبغة قانونية».
سرايا القدس تهدد
من جانبها أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» منذ أيام أنها ستكون في حل من التهدئة إذا توفي الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ 60 يوما.
الأسير العنيد
وعرف عن الأسير «محمد علان» أنه محام صلب وعنيد يبذل كل ما في وسعه فيما يتعلق بقضاياه، فكيف حين أصبح موكلا بالدفاع عن 6 آلاف أسير فلسطيني عانوا الأمرين بسبب الاعتقال الإداري وممارسات قمعية لا تعد ولا تحصى، علان قرر الإضراب وأصر عليه.
تجاوز في إضرابه عن الطعام مدة شهرين، حتى خارت قواه ودخل في غيبوبة اضطر على إثرها الأطباء إلى وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي.