في 11 مارس 2016، كتبت أن هيلاري الرئيسة 45 للولايات المتحدة الأمريكية واليوم فازت هيلاري رودهام كلينتون المرشحة للحزب الديمقراطي التي ستواجه الأحمق العنصري عدو المسلمين دونالد ترامب في الانتخابات العامة في نوفمبر 2016. وجدير بالذكر أن هناك ثلاث رائدات سبقن هيلاري وبدأن النضال منذ الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وصولا إلى زئير المرأة هيلاري، وكان هدفهن هو محاولة تحطيم السقف الزجاجي الفاصل بين طموحات الرجل والمرأة في أمريكا الشمالية. فوجئت هيلاري بجماعات من الرجال عمدوا، خلال حفل انتخابي لهذا العام بولاية نيوهامشير إلى رفع لافتات تتحداها شخصيا وقد كتبوا عليها عبارات تقول: تعالي، أمسكي المكواة وأكوي ملابسي، وكانت إشارة بديهية إلى أن المرأة لا تزال في نظر عامة الناس ذات مكانة ثانوية في خدمة الرجل. يومها أمرت هيلاري بإضاءة جميع أنوار المحفل ثم أردفت ساخرة قولها: أرأيتم، هذه بقايا التعصب ضد المرأة، لا يزال التعصب حيا. هناك ثلاث نساء التاريخ الأمريكي يذكر ريادتهن في الترشيح للرئاسة الأمريكية بدأت بالرائدة فيكتوريا وودهل، شخصية ذاع صيتها في ستينات القرن التاسع عشر. ومع مطلع عام 1872، رشحت وودهل نفسها رئيسا لأمريكا. نالت وودهل من التهجمات بأكثر مما نالت من الأصوات، لكن الصحيح أيضا هو أنها تستحق موقع الريادة في هذا المضمار . هي المرأة التي حاربت مكارثي وكادت أن تنتصر إلا أنها أمرأة. ثم في عام 1964، شهد بدوره مرشحة للرئاسة اسمها مرغريت سميث شاءت أقدارها أن يتوفى زوجها عضو مجلس النواب، فاستطاعت أن تكمل ولايته، ولكنها ما لبثت أن كافحت لتصبح أول امرأة تصبح مرشحة ثم عضوا في مجلس الشيوخ مع مطلع خمسينات القرن العشرين. ورغم أنها لم تنل حظا لافتا في ترشيحها الرئاسي، وخصوصا حين انتقدوا تقدمها في العمر خلال عقد الستينات، إلا أنها دخلت تاريخ بلادها، باعتبارها المرشحة الرئاسية الثانية. أما المرشحة الرئاسية الثالثة فكانت تنتمي إلى عائلة أفريقية لم يفت في عضدها لا أصلها ولا لون بشرتها ولا أحوال التمييز العنصري الذي كان لا يزال جاثما على أنفاس الحياة العامة في أمريكا. كان ذلك في عام 1972، وكان اسمها شيرلى شيشولم. وكان كفاحها السياسي موجها إلى تحطيم أكثر من حاجز زجاجي كما قد نقول: حاجز العنصرية وحاجز اللون ثم حاجز الدين ومن ثم نوع الجنس الذي يميزون به بين خلق ألله من ذكر وأنثى. تلك هي أبعاد الصورة الحافلة بالدروس المستفادة، وخصوصا في ما يتعلق بدور المرأة في أمريكا ونظرة مجتمعها إليها، لا إلى دورها وكفاءتها وآفاق ما يمكن أن تقدمه من خدمات بالنسبة لمواطنيها، خصوصا في ضوء الأدوار المحورية التي تضطلع بها أمريكا على الصعيد العالمي سواء كانت أدوارا سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية أو ما في حكمها. والرابعة هي التي ستحطم السقف الزجاجي وتحوز على الرئاسة هي زئير المرأة هيلاري.
55 2 دقائق