ها نحن قد انتهينا من العشر الأوائل من شهر رمضان، حيث اجتهد الصائمون في عبادتهم لينالوا رضوان الله ورحمته، ويحصدوا الثمرة الحقيقية للصيام، ألا وهي التقوى.
كانت الأيام العشر الأولى من شهر رمضان هي أيام الرحمة التي تتنزل لتغمر قلوب الصائمين العابدين المقبلين على ربهم، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شهر رمضان: “أوله رحمه، واوسطه مغفره، وآخره عتق من النار”.
فهنيئًا لمن اجتهد في تلك الأيام العشر الأول وعمرها بالطاعات والذكر وقراءة القرآن والدعاء، ليكون مهيئين لاستقبال رحمات الله في تلك الأيام، ولا يكون ذالك إلا بالتراحم بين الناس، والشفقه على خلق الله والإحسان إليهم، يقول الحبيب الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: “إنما يرحم الله من عباده الرحماء”، فرحمتنا لعباد الله هي سبيل من سبل تنزل رحمات الله علينا، فما بالكم إن كان هذا التراحم في شهر رمضان الذي يضاعف فيه الأجر والثواب؟
ومن سبل الوصول إلى رحمة الله كذلك العطف على الفقراء والتصدق عليهم وتفطيرهم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وقال كذلك في حق تفطير الصائم: “من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”.
ولنختم هذه الأيام العشر الأول من شهر رمضان المبارك بدعاء جميل كان يدعو به عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه فيقول: “اللهم إن لم أكن أهلا لأن أبلغ رحمتك فإن رحمتك أهل أن تبلغني فإن رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين”.
لنتهيأ بذلك للدخول في الثلث الثاني من شهر رمضان الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوسطه مغفرة، فاللهم أرحمنا وارزقنا المغفرة.
74 دقيقة واحدة