ممثلون ومنتجون ومخرجون يعيشون لأنفسهم، لديهم بضاعة يريدون ترويجها، مثلهم مثل الفئات الأخرى التي تتاجر بأي شيء يحقق أرباحاً، ولا تهمهم الأضرار التي تلحق بمجتمعاتهم، أو الأذية التي يسببونها لناسهم.
وإدارات محطات التلفزيون، ليست أقل منهم، ملاك ومديرين، لا يشغلون بالهم بقضاياهم الوطنية، هم يوفرون التسلية فقط، والظروف المحيطة بهم ليست مسؤوليتهم، وإذا سألتهم أجابوا بأن الدولة مسؤولة عن ذلك، الدولة هي التي تناقش القضايا الجادة، وهي التي تطرح ما يحفز الروح الوطنية، ويبررون لأنفسهم الاستهتار بمشاعر الناس في هذا الشهر الفضيل بشروط المعلنين، والدخل الذي يضاف إلي حساباتهم.
هم يقولون إن العمل الجاد يوضع تحت المجهر، يركز الجميع عليه، وقد ينتقد، أما العمل «التافه» الذي لا يناقش شيئاً، العمل الذي يعتمد علي استعراض الأشكال والملابس والعبارات «الساقطة»، مثل ذلك العمل، لا يناقشه أحد، ولا يضعه أحد في مقارنة مع أعمال أخرى، ويمر مرور الكرام، ويجذب فئات عمرية مستهدفة، ويستقطب كماً جيداً من الإعلانات.
خطر على بالي سؤال بعد أن أحصيت عدد المسلسلات الرمضانية، وهو «ما الذي سيحدث لو أننا اكتفينا بعشرة مسلسلات في رمضان القادم؟»، والسؤال تتفرع منه أسئلة كثيرة، أولها «هل سيكون رمضان ناقصاً؟»، وثانيها «هل سيتوقف المعلن عن عرض إعلاناته؟»، و«هل ستفلس محطات التليفزيون؟»، و«هل سيموت مئات الفنانين من الجوع؟».
أسئلة مشروعة، تقود إلى تفكير أكثر اتساعاً، فهذه المسلسلات والبرامج التي يقدمها فنانون جار عليهم الزمن، وخرجوا من دائرة البطولة، يصرف عليها الملايين، والمحطات التي تعرضها تدفع الملايين، لو جمعت هذه المبالغ وقدمت في مشروع إغاثة قومي، أو في مشاريع مساعدات إنسانية وطنية، ألن تحقق فوائد أكبر، في ظل الظروف التي تمر بها الأمة؟.