نون والقلم

الهروب من الواقع

تمر مصر بمرحلة خطيرة، تحدياتها كبيرة، فالدولة تواجه مؤامرات في الداخل ومن الخارج، بقايا الإخوان ما زالوا يأملون في زعزعة أركانها، وإرهاب أتباعهم في سيناء والمؤسسات الرسمية، يدمر ما يبنى، ويهز الثقة فيها، وصراعات أصحاب النفوذ تتسع رقعتها، ومع كل ذلك، نجد الفن يدفن رأسه في الرمال، إنه لا يري، ولا يسمع، ولا يتكلم!

الزعيم عادل إمام، ذلك الرجل الذي قال ما لا يقال، عندما كانت مصر تعيش حالة استقرار، وانتقد بكل شجاعة واقعاً رأى أنه غير سوي، هذا الفنان المبدع، عزف على لحن نشاز، وليته لم يفعل، ليته استراح وأراح في هذا الموسم، وأنقذ نفسه من المقارنة، حماية لتاريخه وإنجازاته!

حكاية البخيل والمليونير، ليس هذا وقتها، وليست من مقاس عادل إمام، فوطنه بحاجة إلى فنه، وليس إلى ظهوره، بحاجة إلى مناقشة قضاياه الملحة، وليس استدراج الضحك، ولهذا، قلت لكم يوم أمس، إن الفن رسالة، والرسالة التي لا تصل في مثل هذا الوقت، لا تحتاجها مصر أبداً.

والقمم الفنية السورية، ماذا فعلت في رمضان؟

عابد فهد وباخوس وجمال سليمان، وكل الأسماء التي تضيء الساحة الفنية السورية، كنت أتوقع أن ينقل أحدهم معاناة عائلة سورية مشردة، نزحت من بيتها ومدينتها، وعاشت في العراء، ثم ركبت زورقاً صغيراً في اتجاه أوروبا، ووصلت، وحجزت في جزيرة أو معسكر إيواء، يفتقد الحد الأدنى لإقامة البشر، قضية معاناة، وليس قضية سياسية، فالمواقف السياسية للنجوم السوريين، تحول دون مناقشة القضية الأصل، قضية بلادهم وما يحدث فيها، أما قضايا الناس، أولئك الذين لا ذنب لهم في كل ما يحدث، ولا يعرفون شيئاً عن الصراعات بين أطراف النزاع، كان يجب أن تناقش، لا أن يمثل أحدهم مسلسلاً عن عصابات التهريب وصراع الأثرياء، أو يمثل الآخر دور وكيل راقصات، والثالث، كما قلت يوم أمس، ذهب إلى «سمرقند»، ليختفي خلف حكايات زمن ولى!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى