معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية أخذت منحى خطراً، بعد اقتراب السيدة هيلاري كلينتون من عتبة البيت الأبيض، والذي بات دخولها إليه مضموناً مئة في المئة. تلك السيدة التي تعتبر ظل الرئيس باراك أوباما، حيث تتطابق سياستيهما تماماً، وهذا يعني أن أزمات منطقة الشرق الأوسط ستستمر، ولن تنتهي إلا بتحقيق خارطة أوباما العبثية في المنطقة والتي تسعى إلى خلق واقع مرير ومغاير، بحيث تجعل منها بؤرة توتر مشتعلة على الدوام، ما يستدعي تواجداً أميركياً بحجة حماية المصالح العليا لبلاد «العم سام»، والساعية بدورها بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ لحماية الكيان الإسرائيلي، الذي جاء بالبلاء والويلات والمآسي لهذه المنطقة التي تنطق شعوبها حرف الضاد.
ما دام هذا الكيان موجوداً بيننا، فلن يسود السلام الشرق الأوسط. فمجلس الأمن الدولي يُؤازر الصهاينة عبر السلاح الفتاك وهو «الفيتو»، الذي أحبط الكثير من الإدانات ضد ممارسات إسرائيل النازية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل!… ما الفائدة من الأمم المتحدة، إذا تساوى أمامها الجلاّد والضحية؟ لم يسمع العالم يوماً بأن إسرائيل عوقبت، أو تم عزلها عن المجتمع الدولي، فكل ما نسمعه ثرثرة من منافقي السياسة الغربيين، الذين يتوعدون الصهاينة بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومن وراء الكواليس يشيدون بصنيعهم بالعرب، الذين يستحقون من وجهة نظرهم، أن يذوقوا الذل والهوان، من دون مبرر مفهوم أو مقبول، يجعل المرء يغض الطرف عن الممارسات الإجرامية والإرهابية التي يرتبكها الغرب وبمعيته إسرائيل في المنطقة منذ العام 1948.
ذلك التاريخ المشؤوم، الذي أذن بمقدم كيان غاصب ومجرم، ما زالت الأمة تعاني منه أشد أنواع البؤس والشقاء وتفشي الانهزامية التي تملكت الروح العربية، فسلّمت بالأمر والواقع وارتضت أن تكون حقلاً لتجارب «العم سام»، خصوصا في عهد الرئيس الحالي، الذي يسعى إلى رؤية نظريته الخبيثة تتحقق على خارطة الشرق الأوسط السياسية.
ولك أن تنظر عزيزي القارئ، إلى الأحداث في العراق وسورية، لتعرف أن أوباما يستحق ان يُحاكم في محكمة العدل الدولية في لاهاي. فما قام به أثناء حكمه المشؤوم تجاه منطقة الشرق الأوسط، من تواطؤ مع أنظمة ديكتاتورية، وإمداد الجماعات والميليشيات الإرهابية بالسلاح والعتاد، واعطائها الضوء الأخضر للتدخل في دول الجوار، يتطلب إعداد مذكرة توقيف بحقه بعد انتهاء ولايته التي لم يتبق منها سوى بضعة أشهر. وهذا غيض من فيض من سياسة إدارة أوباما التي جعلته في مصاف هتلر وموسوليني وماركوس وبينوشيه، وغيرهم من طغاة القرن العشرين!